شاهدت حفل روائع الأوركسترا السعودية بلندن فشدني الأداء الباهر والعزف المتقن لأشهر الألحان السعودية، كانت ليلة ساحرة قدمت صورة الفن السعودي بهوية معاصرة !
الشيء الذي لم يعجبني هو دمج بعض الأغاني والألحان السعودية بأغانٍ وألحان غربية شهيرة، قد تبدو باهرة وممتعة للوهلة الأولى لكن سرعان ما تملكني الشعور بأنها تقزيم للفن السعودي وحط من قدره !
لم نكن بحاجة لصوت «أديل» أو لحن أغنية شهيرة لها كي تحمل أغنية أو لحناً سعودياً على جناحيها، فالفن الأصيل يبقى أصيلاً بهويته ويستمد قيمته من ذاته !
حاولت أن أتأمل لقطات الجمهور آملاً أن أجد غالبية من الجمهور المحلي أو السياح الأجانب، فوجدت أن السعوديين وربما الخليجيين والعرب يطغون على مقاعد المسرح، وكنت أرجو أن حفلاً للأوركسترا السعودية في عاصمة الفن العالمي لندن يهدف لتقديم الإبداع السعودي للجمهور العالمي سيكون غالبية حضوره من الأجانب، وهذا لم أجده على الأقل من اللقطات التي شاهدتها على الشاشة، فلا أعرف هل كانت المشكلة في الترويج للحفل وتحديد من يستهدف: جمهوراً سعودياً أم جمهوراً أجنبياً ؟!
على كل حال، هذا لا ينتقص من نجاح الحفل في تقديم لمحات رائعة من الفن السعودي ذي الهوية الأصيلة والتأثير العميق، ويستحق المنظمون وكذلك المشاركون في الأداء الغنائي والعزف الموسيقي كل التقدير لأدائهم الباهر وحضورهم المميز الذي انعكس على الجمهور داخل القاعة وخلف الشاشة !