تتوالى دعوات التحريض من حركة حماس في الداخل الأردني في ظل تقارير تتحدث عن دور لتنظيم «الإخوان» في شوارع العاصمة عمان ومختلف المناطق وهم يقودون مظاهرات تجاوزت حدود الموقف بالتضامن مع غزة إلى دعوات تستهدف النظام والأمن في البلاد.
وارتفعت وتيرة هجوم الإخوان وأدى التمادي على رجال الأمن إلى الدفع بالأجهزة الأمنية إلى شن حملة اعتقالات واسعة في أوساط المتظاهرين. ودفعت جماعة «الإخوان» بالنساء في مواجهة رجال الأمن وإطلاق هتافات تستهدف نظام الحكم الأردني.
وجاء دفع الإخوان بالنساء إلى واجهة المظاهرات لأسباب غير معروفة، إذ برز ظهور النساء بعد خطاب عبر تقنية الفيديو، خلال فعالية نسائية في عمان، ألقاه رئيس حماس في الخارج خالد مشعل دعا فيه الأردنيين إلى النزول بالملايين للشارع.
وهو ما يحيل إلى تساؤلات بشأن الشارع الأردني في حسابات حماس، كما اعتبر محللون خطاب مشعل دعوة صريحة أخرى من الحركة إلى توسيع نطاق الفوضى في المنطقة.
وقال مشعل إنه على جموع الأمة الانخراط في معركة «طوفان الأقصى»، وأن «تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا»، بحسب قوله.
خطاب مشعل أعقب زيارة وفد من حماس إلى طهران، وأعادت حسابات تابعة للإعلام العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، مقطعا صوتيا لقائد الكتائب محمد الضيف، يدعو فيه الشعوب المسلمة إلى الزحف نحو فلسطين، قائلا: «ولا تجعلوا حدودا ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى». وخص بالذكر شعوب دول، كان من بينها الأردن ومصر والجزائر والمغرب.
من جهته، انتقد المتحدث باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين حركة حماس بعد الرسالة التي وجهها محمد الضيف، كما انتقد موقف رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج خالد مشعل.
وقال مبيضين في بيان إن أي محاولات للتحريض على الدولة الأردنية هي محاولات يائسة تريد أن تشتت البوصلة وتشتت تركيزنا، موجها نصيحة تحمل الكثير من النقد للمسؤولين في حماس قائلا: «نتمنى على قادة حماس أن يوفروا نصائحهم ودعواتهم لضرورة حفظ السلم ودعوة الصمود لأهلنا في قطاع غزة».
واتهم الحركة الفلسطينية بالعمل على كسب الشعبية رغم الدمار الذي حل بقطاع غزة بسبب هجوم السابع من أكتوبر الماضي، مؤكدا أن الأردن بلد له سيادة وله مرجعياته الدستورية وقيادته تسمو على هذه المرجعيات وعندما يكون الملك عبدالله الثاني في مقدمة الموقف العربي لا ننظر إلى بعض المراهقات السياسية، ولا إلى من يريد أن يحصد الشعبية على أنقاض الدمار الذي حل في غزة نتيجة لهذه الحرب الكارثية.
ولفت إلى الدور الرسمي والشعبي للأردن للتخفيف من معاناة السكان في غزة، موضحا أن موقف عمان مشرف وأخلاقي ومحترم ونقدر خروج الناس منادين ومطالبين بوقف هذه الحرب، وهذا لم يخرج عن موقف الأردن من أول يوم للحرب حيث وصفها بأنها حرب إبادة.
وأكد أن الموقف الأردني ليس عاطفيا وإنما ناتج عن مصلحة قومية قائلا إن «القضية الفلسطينية لها خصوصية أردنية وهي جزء من أمننا الوطني».
واتهم المسؤول الأردني حماس بمحاولة تأليب الرأي العام الأردني على القيادة السياسية، قائلا إن «هناك أيديولوجيات بائسة وشعبويات تريد تأليب الرأي العام باستغلال المشاعر والعواطف». وأضاف أن «هناك إفلاسا من القوى التي تريد أن تطعن في الموقف الأردني أو تريد إجبار الأردن على اتخاذ خيارات أخرى».
ودافع عن تمسك عمان بمعاهدة السلام مع الدولة العبرية قائلا إنها وسيلة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين خصوصا في الضفة الغربية، مضيفا أن «السلام هو خيارنا الإستراتيجي ومعاهدة السلام هي التي تمكننا من ممارسة دورنا في تخفيف الضغوط على الأهل في الضفة الغربية».