من يقرأ سيرة الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر سيجدها مكتنزة بصور المعاناة وصور الكفاح والاجتهاد والدأب من أجل تغيير واقعه المعيشي الصعب. كما سيجد أمامه شخصية متقدة الفكر، واثقة الخطى، كريمة الخصال، ودودة الروح، نبيلة الهدف، لم توهنها سهام الحساد والمغرضين ولم تضعفها وجاهة المناصب. فقد ظل يحمل على أكتافه مسؤوليات خدمة بلده وناسه ومجتمعه على مدى عقود متواصلة طويلة، متنقلاً من مدينة إلى أخرى طلباً للعلم، ثم من عمل إلى آخر طلباً للرزق، ثم من موقع رسمي إلى آخر خدمة للوطن. وفي كل مرحلة من مراحل حياته بقي ذلك الإنسان الملتزم المتواضع نقي القلب رطب اللسان المتعلق قلبه دوماً بذكر الله وحمده، الساعي دوماً إلى أن يكون خيره وافراً ونفعه شاملاً وعلاقته مع الآخر وطيدة وصدره رحباً.
وهكذا فإن الكتابة عن شخص بثقل الدكتور البدر وحجم نجاحاته في معاركه ليست عملية سهلة؛ لأن الحديث عنه ذو شجون ويتطلب الدقة، خصوصاً أن الرجل حرص طوال حياته على أن يبتعد عن الأضواء ويقاوم الحديث عن نفسه لولا أن الصحافة ظلت تطارده لما في حياته من تجارب فريدة وملهمة للأجيال الجديدة، خصوصا مع علمها المسبق بأن البدر لا يرد الصحافة، كونه من أبنائها وممن تعلقت روحه بها منذ بواكير شبابه. فقد أمسك القلم وهو شاب على مقاعد الدراسة النظامية ثم الدراسة الجامعية، وظل ممسكاً به بعد تقاعده وهو شيخ، يمارس كتابة مقالات أسبوعية بأسلوب بعيد عن التعقيدات وخطاب سهل يدخل القلوب والعقول المختلفة.
ولد «حمود بن عبدالعزيز بن عبدالمحسن العبدالله البدر» (وهو من أسرة العباد، لكن والده انفصل عنها اسماً بسبب كثرتهم، واختار لنفسه وذريته لقب «البدر»، وثبته في وثائقه الشخصية التي اعتاد أن يسافر بها إلى الكويت والشام والهند) في شرق بلدة العقدة بمدينة الزلفي النجدية سنة 1939، أي في زمن كان فيه الفقر سائداً والأمراض منتشرة والوسائل محدودة والمعيشة مضنية والمبهجات نادرة، والتحريم يطال كل تسلية وترفيه بما في ذلك الاستماع إلى الراديو واستخدام كاميرات التصوير، بل «كان الناس يهجرون من يزور الكويت أو البحرين تلك الأيام لمدة ثلاثة أيام».
وهكذا فإنه قاوم في صغره الجدري والطاعون والرمد والحصبة، وسكن بيوت الطين البسيطة، ولم يعرف اللحم إلا في أعياد الأضحى، ولم يكن عنده إلا ثوب واحد فقط طوال السنة (لم يكن مخبوناً من جهة الكم أو الذيل بحيث إذا قصر الثوب أو أكمامه أمكن فك الخبن، حيث كان الخبن نوعاً من الرفاهية آنذاك). وكانت وجباته الثلاث من صنف واحد (تمر أو قمح)، بل كان يتعارك على ما تيسر من وجبة طعام مساء كل يوم قبل غروب الشمس التي ربط الصغير حمود توقيت أفولها بتوقيت الوجبة، حتى إذا لم تتوفر الوجبة في يوم من الأيام وغربت الشمس اعتبر ما فعلته الشمس خيانة يستدعي الحقد عليها، طبقاً لما قاله في حوار نادر مع صحيفة «عكاظ» (20/8/2009). أما نشاطه آنذاك فكان كبقية أقرانه مقتصراً على التردد على بلدة «الحيطان» ذات الأشجار الباسقة المثمرة والمختلفة عن بلدة «العقدة» ذات الأسوار الطينية، وذلك لاصطياد الطيور الصغيرة بالنباطة من أجل شويها وأكلها أو تسلق الأشجار من أجل قطف فاكهتها وبلحها.
والده عبدالعزيز بن عبدالمحسن فعل ما فعله الكثيرون من رجال الزلفي طلباً للرزق، وهو السفر إلى الكويت على ظهور الجمال للحاق بمن سبقه من أبناء عمومته الذين كانوا يعملون هناك كأجراء. وسرعان ما لحقه أخوه حمد ليعمل الاثنان على ظهور المراكب الشراعية المتنقلة ما بين البصرة وعبدان والكويت لجلب الماء إلى الأخيرة، ثم ركبا المراكب الكبيرة المسافرة إلى المرافئ البعيدة. ولهذا كانت أخباره تنقطع عن أسرته في الزلفي لفترات طويلة، لكنه لم ينقطع عن إرسال الغذاء والكساء والمال اليسير إليها كلما كان قادراً على ذلك، مع زيارات قليلة لها بين الفينة والأخرى للاطمئنان عليها. وظل هكذا إلى أن عاد بعد سنوات إلى بلدته للاستقرار بها حتى توفاه الله.
درس حمود البدر أولاً في الكتاتيب الملحقة بالمساجد لمدة سنة واحدة، وتحمل ظروفها الصعبة، ومعاملة شيوخها القاسية، ومخالطة طلبتها الأكبر سناً منه، من أجل أن ينافس الآخرين في القراءة وتلاوة القرآن ويسبقهم. وما أن تمكن من القراءة حتى صار يتردد يومياً على دكان فتحه «أحمد النصار» في مجلسه لبيع الحبال والكبريت والملح والتمر والقهوة والأقمشة وغيرها من البضائع التي كان يجلبها من الكويت والأحساء والرياض. في هذا الدكان كان يتجمع ويجلس من ليس عنده عمل أو القادم للعمل والزيارة من خارج البلدة، لكن ذهاب الطفل البدر إلى هناك يومياً كان من أجل قطع ورقة التقويم، الذي لم يكن منه في البلدة سوى اثنين، وقراءة ما خلفها من حكم ومعلومات، فإن عجز عن الاستيعاب ألحَّ بالسؤال حتى يدرك مراده. وذات مرة كان النصار منهمكاً في عمله وعنده ضيوف، فضايقه قدوم الصغير حمود ليسأله، فصرخ فيه قائلاً: «تراك أشرقتنا»، بمعنى «نشبت في حلوقنا». استقرت العبارة في عقله، ثم نفض عنها الغبار بعد سنوات وعدلها إلى «إشراقة» واتخذها عنواناً لزاويته الصحفية، بل راح يكتب أيضاً باسم مستعار هو «مُشرّق».
بعد أن أجاد القراءة من خلال الكتاب، وأجاد الكتابة بجهوده الذاتية، التحق بأول مدرسة ابتدائية حكومية تفتتح بالزلفي عام 1368 للهجرة، وهي المدرسة التي عرفت في ما بعد باسم مدرسة القدس، وكان ضمن أول دفعة تلتحق بها وتتخرج فيها. ويتذكر البدر أنه كان في مدرسته مصنفاً على رأس قائمة الطلاب الفقراء التي كان يعدها وكيل المدرسة ليرفعها إلى أحد المحسنين. وفي عام 1372 للهجرة التحق مع بعض أقرانه من الأوائل بالمعهد العلمي بالرياض (نواة جامعة الإمام محمد بن سعود)، وكان دافعهم ليس طلب العلم والمعرفة فحسب وإنما أيضاً مكافأة المعهد الشهرية البالغة 260 ريالاً، التي ساعدتهم على ظروف المعيشة الصعبة.
بعد أن تخرج في المعهد العلمي التحق بجامعة الملك سعود بالرياض وأمضى سنته الأولى بنجاح في كلية اللغة العربية، لكنه تركها لغرامه بدراسة الصحافة، حيث كان قد زار مصر مع بعض زملائه في المعهد العلمي، وطاف بمعالمها ومنها جامعة القاهرة العتيدة، وعلم أن بها فرعاً لدراسة الصحافة، فتعلق قلبه بهذا التخصص، خصوصاً أنه كان قد تعرف بطريق الصدفة أثناء فترة دراسته في المعهد العلمي على الأستاذ عبدالله أحمد شباط رئيس تحرير مجلة الخليج العربي الصادرة من الأحساء، واتفق معه على أن يشرف على طباعة مجلته وتوزيعها على المكتبات القليلة في الرياض.
دراسة الصحافة
سأل البدر كيف يحقق رغبته في دراسة الصحافة، فنصحوه بنيل شهادة الثانوية من المعهد السعودي في مكة المكرمة أولاً. وبالفعل سافر إلى هناك وانضم للمعهد متأخراً، لكنه نجح في الحصول على المركز الثالث بين الخريجين، بفضل خلفيته القوية المكتسبة من دراسته بالمعهد العلمي وجامعة الملك سعود. ولأنه كان من الأوائل فقد حصل على بعثة دراسية إلى مصر، وسافر إليها عبر سورية برفقة صديقه محمد بن عبداللطيف الملحم (وزير الدولة السعودي الأسبق) الذي شاركه السكن في القاهرة. وبهذا حقق حلمه بدخول قسم الصحافة بكلية الآداب في جامعة القاهرة. أخبرنا البدر في هذا السياق أن سنته الدراسية الأولى هناك ضاعت هباء «لأن الذين ابتعثوني سجلوني خطأ في قسم اللغة العربية باسم (حمودة) بينما سجلت أنا عند وصولي للقاهرة في قسم الصحافة باسم (حمود) فقبلت في القسمين، وتوزعت نتائج امتحاناتي بينهما، وأصبحت أنا الضحية ورسبت في القسمين، فاضطررت لإعادة السنة من جديد في قسم الصحافة وتخرجت بعد أربع سنوات».
وخلال تواجده في مصر تأثر بأجوائها السياسية كالآخرين، وكان متحمساً لمشروع عبد الناصر القومي والوحدوي، دون أن يدرك سلبياته، إلى أن انقشعت الغمامة لاحقاً بانهيار الوحدة المصرية السورية. كما أنه قام بعمل تحقيقات ميدانية كجزء من متطلبات دراسته الجامعية. وحول هذا قال في حواره مع «عكاظ» (مصدر سابق): «عندما دخلت قسم الصحافة بجامعة القاهرة وجدت أن لديهم جزءاً عملياً لكل مقرر من المقررات، وينفذ من خلال إلحاق الطالب بصحيفة من صحف القاهرة، وفهمت من زملائي السابقين أن هذه الصحف تتعامل مع الطلاب كأنهم عمال تنظيف ويشغلونهم في تقطيع الورق وخلافه، فاتخذت خطوة من جانبي بالذهاب إلى رئيس القسم عبد اللطيف حمزة، وأستاذ الإخراج الصحافي الدكتور أحمد الصاوي، وطلبت منهما أن تكون كل تطبيقاتي عن السعودية، فرحبا بالفكرة. وبدأت بتاريخ الطباعة وجمعت بحثي من خلال رحلة قمت بها من مكة إلى جدة والرياض والظهران، ومعي كاميرتي، واستخدمت جميع أنواع التنقل من الطائرة الداكوتا إلى الحمار». وأضاف أنه دفع تكاليف تلك الرحلات من جيبه الخاص، لكن في بحثه الميداني الثالث تكفل صاحب صحيفة البلاد «حسن عبد الحي قزاز» بتذاكر رحلاته عام 1961، التي استغرقت 53 يوماً، تنقل خلالها من تربة إلى بيشة وكامل منطقة عسير ثم نجران وجازان بما فيها جزيرة فرسان التي كان هو أول صحفي يزورها ويكتب عنها.
ما بعد التخرج
الغريب هو أن الرجل لم يتوجه بعد تخرجه إلى الصحافة والإعلام، وإنما التحق للعمل بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، على الرغم من أنه كان من أوائل السعوديين المتخصصين في الصحافة إلى جانب عبدالله أبو السمح، وأسامة السباعي، ورجاء ملائكة. يقول البدر، إنه قام بمساومة الوزارات على شهادته الجامعية، وأنه حينما عرض عليه وزير العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل وظيفة شاغرة بمسمى مدير عام العلاقات الدولية والمؤتمرات بالوزارة وافق دون تردد، أما تخصصه الجامعي فقد مارسه من خلال العمل في الفترة المسائية بصحيفة اليمامة قبيل إلغاء نظام صحافة الأفراد وصدور نظام صحافة المؤسسات.
الراديو في الزلفي
إحدى آيات انفتاح البدر ومقاومته للأفكار المحافظة التي قيدت ناسه ومجتمعه طويلاً أنه اشترى الراديو من الرياض وأتى به إلى الزلفي في زمن كان اقتناؤه والاستماع إليه حراماً، واشترى أيضاً آلة تصوير وصور بها، وافتتح أول مكتبة أهلية في بلدته مع صديقه عبدالله العثمان؛ ليطلع الناس على الصحف المحلية، التي استحوذ على وكالة توزيعها، وكي يقرأوا ما بها من معارف وأخبار، علّ نظرتهم الضيقة تتبدل. غير أن عمله الذي يبرهن أكثر على نبذه للتقاليد القبلية القديمة هو تقدمه لخطبة فتاة من الحجاز هي «ثريا شيخ»، كريمة الشيخ عابد محمد صالح شيخ (نائب محافظ مؤسسة النقد السعودي الأسبق ووزير التجارة في عهد الملك سعود)، التي رآها في القاهرة زمن دراسته هناك. يصف الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، رحمه الله، تلك الخطوة بأنها زيجة بين طرفين من بيئتين مختلفتين تماماً، لكن الله جمع بين قلبيهما بالمودة ثم ربط بينهما بالتعاون على البر والتقوى طبقاً لما كتبه تحت عنوان «البدر والثريا والبر ثالثهما» في كتاب «حمود البدر، البر الكريم» للأستاذين بدر البدر ومحمد القشعمي.
الابتعاث مرة أخرى
وظيفته بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية منحته فرصة الابتعاث مرة أخرى للتحصيل العالي، فسافر مصطحباً زوجته إلى الولايات المتحدة، وهناك تم قبوله في قسم الإعلام بجامعة كارولينا الشمالية كطالب ماجستير، لكن سرعان ما شعر هو وقرينته بالوحدة ولوعة الاغتراب، خصوصاً مع عدم وجود عائلات سعودية دارسة في ولاية كارولينا آنذاك. ولهذا غادرها إلى جامعة ولاية ميتشغيان التي كان بها قسم للصحافة. وهناك تعرض للظلم والرسوب بسبب انتقاده لليهود واحتلال فلسطين، ما دعاه إلى تغيير تخصصه من الصحافة إلى إدارة الجامعات. وهكذا تخرج عام 1969 حاملاً الماجستير في إدارة الجامعات، وأتبعها بنيل درجة الدكتوراه في العلاقات العامة عام 1972 من جامعة ميتشيغان الحكومية.
عاد البدر إلى وطنه بعد خمس سنوات مكللاً بشهاداته العليا، ومعه زوجته الصبورة التي انتهزت فرصة وجودها في الولايات المتحدة فتعلمت الإنجليزية وأنهت دراستها الجامعية، ومعهما ثلاثة من الأبناء، فعاد إلى وظيفته بوزارة العمل لفترة قصيرة قبل أن ينتقل منها إلى جامعة الملك سعود التي تقلب في وظائفها من محاضر إلى أستاذ مساعد فإلى أستاذ فعميد للقبول والتسجيل فوكيل للجامعة في عام 1975. ومما يذكر له أنه خلال وظائفه الجامعية هذه شارك في عضوية العديد من اللجان والمجالس العلمية والجامعية والاجتماعية، وساهم مع صديقه وزميله الدكتور محمد الرشيد (وزير التعليم الأسبق) في تطبيق نظام الساعات في الجامعة الذي اعتبر إنجازاً كبيراً، كونه لم يكن مطبقاً آنذاك إلا في الجامعتين الأمريكيتين في بيروت والقاهرة. وبصفته وكيلاً لجامعة الملك سعود عمل على تطوير أقسامها وإضافة كليات جديدة وقبول الطالبات مع إنشاء أقسام لهن، وعاصر تحول الجامعة من مبانٍ وكليات مبعثرة إلى مدينة جامعية عصرية تضم مختلف المرافق التعليمية والسكنية والترفيهية والعلاجية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
أول أمين عام لمجلس الشورى
في عام 1993 اختير البدر ليكون أول أمين عام لمجلس الشورى السعودي، وبقي في منصبه هذا حتى عام 2005، وبعدها ظل في المجلس كعضو حتى عام 2009. لكنه بقي طيلة هذه السنوات مواظباً على الكتابة بنفس الروح النقدية والتوعوية المستنيرة التي لازمته دوماً، وما لم يقله في نقاشات مجلس الشورى كان يصدح به حبراً على صفحات الصحف. ونجد تجليات ذلك في مطالبته بدورات عسكرية للشباب كي يتعلموا الانضباط والمسؤولية ومبدأ الثواب والعقاب قبل انخراطهم في وظائف حكومية، وانتقاده فكرة إدارة الرجال لتعليم البنات قبل أن يُصار إلى تعيين النساء لإدارة تعليم البنات بزمن طويل، ووقوفه بشدة مع مقترح تطبيق نظام الساعات في المدارس الثانوية لفوائد الجمة في العملية التعليمية، حتى بعد إلغائه تلبية لرغبة أصحاب النظرة الضيقة وبسبب كثرة استغلال الطلاب للجانب الاختياري فيه، ودعمه لعمل المرأة السعودية في كل مجال يخصها بما فيها الشرطة.
وقبل سنوات من السماح للمرأة بالقيادة في السعودية كان البدر ممن دعوا إلى ذلك صراحة وعلانية، حيث كتب متسائلاً: ما هو الأسلم أن ندع المرأة تقود السيارة أم نأتي لها بسائق أجنبي؟ مضيفاً، أن موضوع قيادة المرأة قادم، وسيصبح واقعاً في يوم من الأيام، ولكن بعد أن يتم وضع الضوابط الإجرائية والعقوبات الرادعة للاحتكاك والتحرش. لكن المحافظين انتقدوه بطبيعة الحال وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، فلم يزده ذلك إلا إصراراً على موقفه، مبيناً أن الموضوع ليس فيه حكم شرعي.
شغف البدر بالعمل الخيري التطوعي قاده إلى عضوية جمعية رعاية الأيتام بمكة، فذاق حلاوة التجربة، ما دفعه لاستنساخها من خلال تأسيس جمعية مماثلة في الرياض بدعم ثلة من المقتدرين والأمراء، وسرعان ما تفرع عن جمعية الرياض الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) 12 جمعية مماثلة في مناطق نجد الأخرى مع تنويع أنشطتها لتشمل الأرامل والمرضى والمعاقين والأسر المحتاجة.