يشهد شرق ليبيا موجة من الصراعات بين عدد من المليشيات خصوصاً كتيبتي «الدروع» و«الشهيدة صبرية»، ودخول «كتيبة الأسود» في الصراع بمنطقة تاجوراء مخلفة نحو 25 قتيلاً وإصابة العشرات، وهى الأحداث التي أدت إلى حالة من الرعب بين المواطنين نتيجة انتشار الجثث والضحايا بالشوارع في ظل صراع النفوذ والسيطرة على البلاد بين تلك المليشيا.
من جانبها دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى وقف حالة التصعيد العسكري، وتجنيب البلاد المزيد من التوترات، مطالبة في بيان لها جميع الأطراف الليبية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي عمل عسكري استفزازي يمكن أن يعرض الاستقرار الهش في ليبيا وأمن سكانيها للخطر.
وقال الخبير المتخصص في الشؤون الليبية بالقاهرة عبدالستار حتيتة، إن ليبيا تشهد على مدار الأيام الماضية حالة من الاستنفار الأمني خصوصاً في شرق البلاد، تزامناً مع تحركات عسكرية للعديد من المليشيات، مشيراً أن ليبيا تعاني من انتشار ونفوذ كبير للمليشيات المسلحة التي تعمل لمصلحتها الخاصة بالسيطرة والهيمنة على مفاصل الدولة الليبية وتهدد أمن وسيادة واستقرار ليبيا في ظل صمت المجتمع الدولي على الممارسات التي تقوم بها تلك المليشيا، ومن بينها الأحداث التي تشهدها الساعات الماضية والتي مفادها إرسال رسالة للعالم بقوة نفوذها.
وأوضح حتيتة لـ«عكاظ» أن المناوشات العسكرية بين المليشيات لا تتوقف، وكل منها تريد السيطرة والهيمنة على البلاد، كما أن هناك سباق أسلحة كبيراً بينها، ينذر بانفجار المشهد في أي وقت، وما يزكي الأزمة الليبية هو تدخل الغرب، ومناصرة طرف على الآخر من أجل البقاء في السلطة حتى لو عن طريق الدعم العسكري المباشر، مما تسبب في استمرار حكومة عبدالحميد الدبيبة في السلطة منذ سنوات رغم عدم اعتراف البرلمان الليبي بوجودها.
وحذّر المتخصص في الشؤون الليبية من خطر المليشيات التي وصل عددها إلى 300 مليشيا على دول المنطقة والقارة الأفريقية، بل ودول العالم أجمع، في ظل وضع إقليمي ودولي مضطرب.