ألقى إمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس في صلاة الجمعة بالمسجد الحرام، خطبةً عصماء تميّزت بقوة العبارات وصدق المشاعر في نُصرة الشعب الفلسطيني في غزة، لكن جمهور دكاكين الشعارات استقبلها بفتور، ولو كانت ألقيت من أحد المنابر في عواصم دول إسلامية تستهوي أصحاب تلك الشعارات لطارت بها ركبانهم وعلقت كلماتها على جدرانهم!
فالسعوديون «مأكولين مذمومين» لا يجدون أي شعور بالعرفان عند جمهور تأدلج على نكران كل جميل سعودي وكراهية كل ما يمت بصلة للسعودية، حتى والسعودية هي أكثر الدول تقديماً للمساعدات وأسرعها هبّة للنجدة وممارسة الضغوط السياسية على المستوى الدولي لنصرة القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني!
يعيش في السعودية أكثر من نصف مليون فلسطيني يعاملون كمقيمين دائمين، وبينهم أجيال متعاقبة أصبحت السعودية بالنسبة لهم وطناً يحتضنهم حتى تحين لحظة العودة إلى الوطن الأم، ولم يجد هؤلاء الفلسطينيون من إخوانهم السعوديين سوى المعاملة الكريمة والعواطف الصادقة، بينما حوصر اللاجئون الفلسطينيون في دول المقاومة والممانعة في مخيمات بائسة، وتعرضوا للقتل والتنكيل عبر عقود من الزمن، واستخدموا كأوراق مساومة وضغط لدى حكومات الشعارات وللمتاجرة بالقضية الفلسطينية!
والسعودية بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام أخلصت دائماً لمصالح الشعب الفلسطيني وبذلت من المواقف السياسية والدعم الاقتصادي ما لم تقدمه أي دولة عربية أخرى، فقد بلغت المساعدات السعودية لفلسطين حتى اليوم وفقاً لمنصة المساعدات السعودية 5,187,114,254 ريالاً، كما أن الحملة الشعبية التي أطلقها خادم الحرمين وولي عهده لدعم الشعب الفلسطيني في غزة التي جرت مؤخراً تجاوزت نصف مليار ريال خلال أيام معدودة لتجسِّد أكبر حالة دعم شعبي على مستوى العالم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة!
المملكة تدعم القضية الفلسطينية إيماناً بعدالتها، وتدعم الشعب الفلسطيني إيماناً بروابط الأخوة دون أن تربط ذلك بالمصالح السياسية أو تمارس الابتزاز كما تفعله أنظمة وأحزاب الممانعة والمقاومة!
باختصار.. السعودية لا تطلب ثمناً لدعمها، وبالمقابل لا يجب أن يكون جزاؤها الجحود والنكران!