أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بالمسجد الحرام: أطيعوا الله تعالى فيما أمر، واجتنبوا ما نهى عنه وزجر، واشكروا نعمة الله عليكم، وما ساقه من فيض جوده إليكم، حيث وفقكم لصيام رمضان وقيامه، وبلغكم المنى بكمال عدته وختامه، وهنيئاً لمن صام وقام رمضان ايماناً واحتساباً، وهنيئاً لمن أتحفهم المولى بكرامة الأنس وحلاوة مناجاته، وهنيئاً لمن تخلى عن الأوزار وتطهر من السيئات واجتنب القيل والقال والإثم المبين، وهنيئاً للذين أطاعوا ربهم وعظموا شهرهم، وأخلصوا العمل لخالقهم.
وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام بأن من عظيم فضل الله على هذه الأمة ورفع درجاتهم وتعظيم شأنهم بين الأمم أن منّ عليهم بتتابع الخيرات والحسنات، ومن ذلك أن شرع لهم صيام ست من شوال قال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر.
وأضاف: «استقيموا على طاعته في كل زمان ومكان، ولا تكدروا بعد رمضان ما صفي لكم من أعمال صالحة في رمضان من الخير والإحسان، وتعودوا من بعد إلى الإساءة وطاعة الشيطان، وملابسة الفسوق والعصيان، فإفساد الأعمال بعد إصلاحها دليل على مفسدها بالطرد والحرمان والرد والخذلان، فإن رب رمضان هو رب شوال وسائر الشهور وهو يكره أن يعصى في أي زمان كان فاستحيوا من الله وراقبوه، فإنه يراكم ويعلم سركم وجهركم».
وأشار الشيخ الجهني إلى أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة فعن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة». رواه مسلم. وعن مسروق قال:«سُئِلت عائشة رضي الله عنها، أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قالت: الدائم، وكانت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصلي الضحى 8 ركعات ثم تقول (لو نشر لي أبواي ما تركتهن)، مبيناً أنه بذلك ينال العبد محبة الله تعالى وولايته قال الله تبارك وتعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، وبين العلامة السعدي رحمه الله أن الله يحب التوابين من ذنوبهم على الدوام ويحب المتطهرين أي المتنزهين عن الآثام».
وأكد أن هذه الليالي والأيام والشهور والأعوام كلها مقادير للآجال، ومواقيت للأعمال، تسير بكم إلى الآجال سيراً حثيثاً، وتستودع من أعمالكم ما كان طيباً وخبيثاً فهي خزائن أعمالكم، ومستودعات عمالكم، فأودعوها ما يشهد لكم.