صدقوني من أجمل الحكم التي قالها الهُنود:
(خلّي ولّي).
بصراحة أصبحت هذه الحكمة العظيمة هي شعاري في الحياة، وتعني بمعناها البسيط وعُمقها الفلسفي أن «دعه يمر» أو «اترك الأمور تمضي» أو بمعنى أكثر وضوحاً: (خله يطس، خله يذلف).
وهذه الحكمة البسيطة تدعو إلى عدم التعلق بالمشاكل والهموم والأشخاص والأمور السلبية في الحياة والوقوف عندها، وتُعلم القدرة على التخلي والتجاوز والمضي قدماً وعدم الالتفات إلى الوراء مطلقاً.
في كثير من الأحيان؛ نجد أنفسنا محاصرين في دائرة من القلق والهموم والتفكير في أمور خارجة عن سيطرتنا، و«خلّي ولّي» تأتي أحياناً كدعوة للتحرر من هذه الدائرة والخروج منها، والاعتراف بأن ليس كل شيء يستحق أن نحمله على عاتقنا.
بعض الأمور وأقول (بعضها) وليس كُلها تحتاج فقط إلى بعض الوقت والصبر لتجد طريقها للحل أو لتتلاشى مع الوقت.
جربت قاعدة «خلّي ولّي» وصدقوني وجدتها تساعد على تقليل التوتر والضغط النفسي، بل ومنحتني الفرصة للتركيز على ما هو مهم فعلاً في حياتي.
هذه الحكمة العميقة التي اختصرها الهنود في كلمتين تدعوك يا عزيزي القارئ للعيش بسلام داخلي، وتقبّل الأشياء كما هي، وأن هناك أموراً لا تستدعي التدخل لحلها لأن الزمن كفيل بذلك.
«خلّي ولّي» ليست مجرد عبارة؛ إنها تذكير بأن الحياة تدعونا للتوازن والهدوء، فهي تستمر في المضي قدماً رغم كل شيء، حتى وإن (تبكبكت) ودموعك هلت أربع أربع.
لذا يا أحباء قلبي (يا رب سامحني على الكذب) لا بد من (شوية بهارات سبايسي) طالما أن هذا المقال هندي بامتياز.
قولوا بصوت مرتفع (خلّي ولّي) لكل مشكلة ما لها حل!
وخلّي ولّي لكل زميل عمل دسّاس.
وخلّي ولّي لكل قريب عقرب.
وخلّي ولّي لكل غريب ليس أديب.
وخلّي ولّي لكل صديق كذاب.
وخلّي ولّي لكل مصلحجي ومنافق.
وخلّي ولّي لأي أمر يسبب لك طاقة سلبية.
لأنك في إحدى مراحل حياتك سوف تبتعد عن أي شخص، وأي شيء يسبب لك إزعاج وإرهاق و(Headache) فقط لأنك اشتريت نفسك ودماغك وراحتك وصحتك النفسية.
وصدقني سوف تبتسم إذا مريت بمواقف كنت زمان (تحرق) نفسك عليها، ولن يؤثر فيك «القريب إذا كان منك بعيد، أو البعيد إذا كان عنك قريب» على قول نجاة الصغيرة اللي مدري متى حتكبر!
(مُلاحظة مُهمة جداً):
كتبت هذا المقال في مطعم هندي، وعندما تأخرت في الخروج منه طلبوا مني دفع الحساب لكني قلت لهم:
(خلّي ولّي يا صديق)، وما له داعي تسألوني إيش صار!