في المنتدى السياسي للتنمية المستدامة ٢٠٢٤م المنعقد في نيويورك الأسبوع الفارط تحت شعار «تعزيز أجندة 2030 المعنية بالتنمية المستدامة والقضاء على الفقر في ظل الأزمات المتعددة»،
وبحضور وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم الذي أكد (أن السعودية تلعب دوراً محورياً في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالمناخ، بأكثر من 80 مبادرة، واستثمارات تتجاوز 180 مليار دولار لتنمية الاقتصاد الأخضر، إلى جانب تثبيت موقع المملكة كقائد في مجال الطاقة المتجددة، وعمل المملكة على تعزيز الاستدامة محلياً، وتتبعها نهجاً يشمل جميع جوانب الاقتصاد مركّزاً على الإنسان لاستخراج الإمكانات الكامنة، وفقاً لرؤية المملكة ٢٠٣٠ وأن التقدم المستدام يعتمد على خلق واستغلال الفرص لتحسين المستوى المعيشي العام وتعزيز جودة الحياة).
إن مبادرة السعودية الخضراء والتي استشرفها ولي العهد الأمير محمد الخير بباذخ فكره، ومستنير وعيه، أتت وغيرها من المبادرات بناء على الظّرف الذي يمر به العالم اليوم، وما يشهده من تقلّبات في المناخ، واحتباس حراري، هي في مجملها محصّلة طبيعية للسباق الصّناعي الذي تقوده الدول الصناعية الكبرى، دون أخذ الاحتياطات الضرورية لما ينتج عنه من انبعاثات كربونية، كارثية تنذر بمزيد من الكوارث الطبيعية.
ونتيجة للرؤية المباركة والنظرة المستشرفة يعمل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي
ومكافحة التصحر في السعودية على دعم إنشاء وتأهيل وتطوير عدد من المواقع التي تتمتع بمقوّمات جيولوجية عالية، وثراء تراثي فريد، يؤهلها للظهور على خريطة المتنزهات الجيولوجية العالمية، ضمن مبادرة منه لتسجيل أكثر من 10 حدائق جيولوجية عالمية ضمن برنامج الحدائق الجيولوجية العالمية التابع لمنظمة اليونيسكو، الذي يضم في قائمته (٢١٣) موقعاً حول العالم، مؤكداً أنه بالإضافة إلى متنزه شمال الرياض الجيولوجي هناك أيضاً متنزه سلمى الجيولوجي في مدينة حائل؛ كما يوجد عدد من الحدائق المصنّفة، مثل الحديقة الجيولوجية في وادي لجب، والحديقة الجيولوجية في جبل كار والحديقة الجيولوجية في حرة رهط، والحديقة الجيولوجية في حرة خيبر، والحديقة الجيولوجية في الجموم في نيوم - بالعلا، والحديقة الجيولوجية بالقصيم، والحديقة الجيولوجية في الباحة.
ويحرص «المركز» على تأهيلها وتطويرها، وحماية الإرث الجيولوجي لهذه المناطق وتطويرها وتأهيلها والحفاظ عليها، وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لسكانها، وزيادة المعرفة والفهم بالعملية الجيولوجية وأخطارها والتغيرات المناخية، واستخدام الموارد الطبيعية على الأرض بطريقة مستدامة، ورفع معدلات الجذب السياحي لكل منطقة، فضلاً عن الارتقاء بالاقتصاد الأخضر
وقد بدأت المملكة زراعة 10 مليارات شجرة على مستوى المملكة وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، والعمل على رفع نسبة المناطق المحمية وتنفيذ ٤٠ مبادرة تدعم زراعة أكثر من ٦٠٠ مليون شجرة واستصلاح ٨ ملايين هكتار من الأراضي وتنمية الغطاء النباتي في المملكة بحلول عام 2030.
يقول ولي العهد الأمين: «بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنّفط ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإنّنا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة».
مبادرات ومشاريع استشرفها ولي العهد بباذخ فكره، ومستنير وعيه، ليستنهض بها الهمم، ويفجّر بها الطاقات، ويقرّب بها المسافات التي تبدو للناس بعيدة، ولكنّها في منظور عزمه، وماضي همّته العليّة؛ قريبة المنال، ممكنة الإدراك، وماثلة بصنيعة العمل الخلّاق الذي أبدع رؤية المملكة والتي ما فتئت تفاجئ العالم بمبادرتها الخلّاقة، الموائمة ما بين التقدّم التّقني في أعلى تجلّياته، والمحافظة على البيئة والطبيعة بما يضمن للإنسان حياة متوازنة، لا ينفصل فيها عن التطوّر والتقدّم، ولا يعيث في مكوناتها الطبيعية بما يفقده المتعة بها.
أحسنت المملكة صنعاً بضم جميع المبادرات والبرامج والمشاريع البيئية القائمة في القطاعين الخاص والعام وغير الربحي إلى مبادرة السعودية الخضراء بهدف تحقيق مستهدفات الوطن في هذا المجال.
يتوجّب علينا جميعاً المساهمة بتوسيع دائرة الغطاء النّباتي، والمحافظة على القائم منها، وكفّ يد المحتطبين الذين يدمّرون هذه المساحة الخضراء.
إن غدنا لأخضر بفضل الله، وبعزيمة ووعي وهمّة قيادتنا الرّشيدة، ومن خلفها شعبها المحبّ لها، والمدين لها بالولاء والطّاعة في رضاء الله. وستعود جزيرة العرب خضراء كما كانت تحقيقاً للوعد النبوي الشريف.