فيما نظم الآلاف من مناهضي العنصرية مظاهرات في بريطانيا ضد أعمال الشغب التي يقودها أقصى اليمين الذي استهدف المهاجرين والمسلمين على خلفية مقتل 3 فتيات طعناً من قبل شاباً بريطاني، زار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم (الخميس) المركز الإسلامي بمدينة سوليهال بعد اعتداء متطرفين يمينيين عليه.
وأكد ستارمر خلال لقائه بممثلي الجالية المسلمة في المدينة حرص الحكومة البريطانية على أن تشعر كل المجتمعات بالأمان والسلام، موضحاً أن ما حدث من اعتداءات أثر في المجتمع البريطاني كله.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن سروره بسرعة استجابة الشرطة لنداءات الحماية للمساجد والمراكز الإسلامية، مؤكداً توقيف أشخاص وتوجيه تهم إلى بعضهم، والحكم على أحدهم بالسجن مدة 3 سنوات.
وحذر ستارمر، الذي شغل منصب المدعي العام في السابق والذي يواجه أزمة مبكرة بعد فوزه في انتخابات الرابع من يوليو، مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة.
وتقع مدينة سوليهال على بعد 12 كيلومترا جنوب شرق برمنغهام على نهر بليث، ويبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة، وذلك بعد يوم من خروج مظاهرات لمناهضي العنصرية، لمواجهة أعمال العنف.
وقالت الشرطة البريطانية إنها على علم بالتخطيط لنحو 100 احتجاج لليمين المتطرف و30 مظاهرة مضادة في جميع أنحاء البلاد، وإن الآلاف من ضباط الشرطة على استعداد للتدخل.
وتجمّع عشرات الآلاف من الأشخاص المناهضين للعنصرية في شوارع والثامستو، شرق لندن، حاملين لافتات كتب عليها رابطة الدفاع الإنجليزية غير مرحب بها في والثامستو، ولا مكان للعنصرية، وفلسطين حرة، والكراهية غير مرحب بها، بينما تجمع عدد قليل من المتطرفين اليمينيين أمام مكتب محاماة في برايتون لكن الشرطة حاصرتهم لمنع أي توتر خصوصاً أن عدد المتظاهرين المناهضين لهم كان أكبر بكثير.
وفي برمنغهام تجمع المئات من المتظاهرين ورددوا شعارات مناهضة للعنصرية.
وحذر عمدة لندن المتطرفين اليمينيين من اللجوء إلى أعمال عنف في العاصمة، موضحاً في تدوينة على حسابه في «إكس» أن أعمال العنف العنصرية التي بدأت الأسبوع الماضي وانتشرت في جميع أنحاء البلاد كانت صادمة وإنه على علم بالأخبار التي تفيد بأن جماعات يمينية متطرفة تخطط الآن لاستهداف أماكن في لندن.
وقال مفوض شرطة لندن مارك رولي اليوم إن الوجود الأمني المكثف في جميع أنحاء بريطانيا وإظهار الوحدة من قبل المجتمعات المحلية حال دون تكرار أعمال الشغب واسعة النطاق التي شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية والتي شملت هجمات عنصرية استهدفت مسلمين ومهاجرين، مبيناً أن الليلة الماضية مرت بهدوء تام باستثناء بعض الوقائع الإجرامية.
وأشار إلى أن استعراض القوة من جانب الشرطة، وإظهار الوحدة من جانب المجتمعات المحلية، هزم التحديات التي رأيناها، مبيناً أن الشرطة واصلت تنفيذ مداهمات واعتقال مرتكبي الجرائم العنيفة اليوم بينهم كثيرون لهم سجلات إجرامية.
وقال رولي: «أي تلميح إلى أنهم وطنيون، أو أنهم يدافعون عن قضية ما هو هراء إنهم مجرمون، وبصراحة، سيتم توجيه اتهامات إلى معظمهم بالمشاركة في اضطرابات عنيفة، ومعظمهم سيدخلون السجن لبضع سنوات».
من جهتها، قالت وزيرة الأمن ديانا جونسون اليوم إنها لا تزال تتعامل بحذر مع الوضع، موضحة لشبكة «سكاي نيوز»: «هناك عواقب لارتكاب الجرائم في شوارعنا، وأعتقد أن العدالة السريعة التي نراها تساعد أيضاً في جعل الناس يفكرون مرتين قبل التورط».