أنهيت مؤخرًا والحمد لله كتابي: «رحلتي بين الصحافة والرياضة»، والذي ذكرت فيه رحلة بلا شك جميلة وثرية مليئة بالأحداث التي تعايشت معها سواءً على الصعيد الشخصي أو العملي.
تضمن الكتاب تفاصيل مهمة عن حياتي التي كانت مَلأى بالحديثِ عن الآخرين جَريًا وراء الخبر، وتَوثيقًا إيّاه بالصور، ذلك أني صحفيٌّ شَغوف؛ ففي كلِّ مرةٍ أطالع فيها الأحداثَ وأتابعُ فيها - بشغف - تطورها أجدُ نفسي مَشدوهًا ومَشدودًا لذِكر تَجربتي التي بدأتْ حلمًا في وجدانِ خاطري يَكبرُ كلَّما كبرتُ ويَترعْرَع بداخلي منذ دخولي بلاط صاحبة الجلالة.
بالتأكيد «عكاظ» الحبيبة أدين لها بالكثير والكثير فهي صاحبة الفضل ولها عندي قصص كثيرة ذكرتها في ثنايا هذا المؤلَّف؛ فقد فتحت لي أفقًا وعالمًا واسعًا؛ فـ«عكاظ» الصحيفة والصحفي المبنى والجوهر، المعنى والكلمة، الثقة والمصداقية، صاحبة اليد الطولى على كثيرين؛ فهي ليست مجرد صحيفة لكنها تاريخ من العمل والنضال من أجل إبراز الحقائق ودحض الشبهات وإثراء الوطنية، ولذا كان لزامًا أن أوثق هذا كله في رحلتي، وأبرز في الكتاب بعض جوانب العمل داخلها.. وكم كان الحب والتعاون فيها عنوانًا للنجاح.
تضمن الكتاب - أيضًا - مواقف لبعض الأحباب ممن كانت لهم بصمات واضحة في حياتي؛ ومن حسنات الزمان والتي أفاء الله بها عليّ عملي مع الأستاذ الفاضل جميل الذيابي جنرال الصحافة والذي أدين له بالكثير من الجميل وهو بالفعل له نصيب من اسمه فهو جميل الطباع جميل التناول يجذبك من أول كلمة صاحب المواقف الجميلة، إضافة لما يمتلكه من قيادة رشيدة وإدارة واعية ومواقف رائعة جديرة بالذكر تناولتها بين دفتي هذا الكتاب تبصرة للأجيال القادمة.
كما لم أنس، وكيف أنسى؟ الأستاذ والمعلم والمربي الدكتور هاشم عبده هاشم صاحب البصمات الواضحات على جيلي وأجيال سبقتني ولحقتني أفدت كثيرًا من لحظة قبل حرفه ومن توجيهاته التي كانت بمثابة مصابيح تنير لنا الطريق يغلف ذلك كله أدبه الجم وإنسانيته التي فاقت الحدود، فقد أجاب لنا عن السؤال الصعب: كيف تصبح صحفيا ناجحًا؟
أودعت الكتاب الكثير من المفاجآت التي لا يعرفها الكثيرون عني وربما لا يتوقعونها، مستحثًا القارئ الحبيب أن يعذرني فقد التزمت المصداقية قدر وسعي؛ إذ أسجل للتاريخ.
بين دفتي هذا الكتاب، ستجدون حكايات من قلب الأحداث، تأملات في الحياة والصحافة، ومواقف لا تُنسى من تجربة امتدت لسنوات ستتجولون معي في أزقة المدن، وتعيشون معي معارك الكلمة، وتتعرفون على شخصيات أثرت في مسيرة الكاتب وصقلت مهاراته.
أتمنى أن أكون بهذا الكتاب قد وفقت في أن أنقل إليكم جزءًا من تجاربي الكثيرة التي حاولت جاهدًا اختصارها حرصًا على وقتكم الثمين، وأن أكون قد أضفت شيئًا ولو يسيرًا لتراث وتاريخ بلدي الذي أعتز به كثيرًا.. إنها قصة من قصص كثيرة يمكن أن تُروى عن هذا الوطن الرائع، وأنا ممتن لأنني كنت جزءًا من هذه القصة.
وأخيرًا.. فهذا الكتاب ليس مجرد سرد لوقائع، بل هو دعوة لاكتشاف عالم الصحافة من الداخل، وفهم التحديات والصعوبات التي يواجهها الصحفيون في سعيهم الدؤوب لنقل الحقيقة.. من وادي الصفراء إلى صخب المدن الكبرى، سترافقون الكاتب في رحلته بين الصحافة والرياضة.