يتعذّر على الراصد لنشاط وتاريخ البروفيسور سعد بن عبدالله الصويان، الإحاطة بمواهبه، وإدراك أبعاد الشخص المفتون بالمعرفة النخبويّة، والثقافة الشعبية، لينال صاحب (تاريخ التطور البشري) جائزة شخصية العام الثقافية التي تمنحها وزارة الثقافة لرمز وطني أفنى عمره وبذل جهده في سبيل توفير مادة علمية للباحثين عن تاريخ إنسان الجزيرة العربية.
وكان لزيارة وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان للصويان في منزله، وتسليمه الجائزة أبلغ الأثر في نفسه وأسرته، وعبّر عن امتنانه لوطنه السعودي، الذي ثمّن جهوده، واعتدّ بنتاجه، واعتنى بنشر وتوزيع كتبه.
الدكتور الصويان من مواليد عنيزة عام 1944، ونال في 1971 بكالوريوس في الاجتماع من جامعة شمال إلينوي، ثم ماجستير في الأنثروبولوجيا من الجامعة نفسها، ثم الدكتوراه في الأنثروبولوجيا والفلكلور والدراسات الشرقية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي 1982.
وعُيّن الصويان أستاذاً مساعداً في جامعة الملك سعود، وأشرف على متحف التراث الشعبي في كلية الآداب، ورأس قسم الدراسات الاجتماعية، وتمت ترقيته إلى مرتبة أستاذ في 2013، وفاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن كتابه (ملحمة التطور البشري) في 2016، وأشرف على «وحدة الذاكرة السعودية» بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
ونال تكريماً من حاكم الشارقة خلال ملتقى الشارقة الدولي للكتاب 2017، وفاز مناصفة مع الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري بجائزة المرحوم أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية.
وقام بمشروع جمع الشعر النبطي من مصادره الشفهية الممول من مركز البحوث بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وتم فيه تسجيل مئات الساعات من المقابلات الشفهية مع المسنين من رواة البادية وجمع كل ما يتعلق بحياة البادية من أشعار وقصص وأنساب ووسوم وديار وموارد وتاريخ شفهي، ورأس وأدار المشروع الوثائقي (الملك عبدالعزيز آل سعود: سيرته وفترة حكمه في الوثائق الأجنبية) الذي صدر عن دار الدائرة للنشر والتوثيق في ٢٠ مجلداً ضخماً يقع كل منها في حدود ٧٠٠ صفحة تحتوي على ملخصات عربية وافية لما لا يقل عن 50 ألف وثيقة تم جلب أصولها من الأرشيفات البريطانية والفرنسية والأمريكية، كلها تتعلق بفترة حكم الملك عبدالعزيز آل سعود وتغطي الفترة التي تمتد من نهاية القرن الـ19 حتى نهاية ١٩٥٣. وشارك في تلخيص وترجمة وصياغة هذه الوثائق عشرات المؤرخين والمختصين في اللغات الأجنبية، وتولى الإشراف العلمي ورئاسة هيئة تحرير المشروع الوثائقي الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية الذي صدر عن دار الدائرة للنشر والتوثيق في 12 مجلداً يقع كل منها في حدود 500 صفحة يتناول كل مجلد منها جانباً من جوانب الثقافة التقليدية من الطب الشعبي والعطارة إلى الألعاب الشعبية إلى العمارة التقليدية إلى الفلاحة إلى الحرف اليدوية.
وشارك في تأليف هذه المجلدات وكتابتها عشرات المختصين والأكاديميين والمهتمين بمختلف جوانب الثقافة الشعبية والحياة التقليدية في مختلف مناطق المملكة. وشارك شخصياً في تأليف بعض المجلدات مثل مجلد الإبل ومجلد القنص والصيد.