أكد السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية جيبوتي لدى السعودية ضياء الدين سعيد بامخرمة لـ«عكاظ»، عمق العلاقات الأخوية التي تجمع السعودية وجمهورية جيبوتي، مشيراً إلى أن جيبوتي تُكِن للسعودية ولقيادتها الحب والتقدير كونها الداعم الأول لها منذ استقلالها.
وأوضح في حواره لـ«عكاظ»، أن المملكة مَحجاً مهماً للدبلوماسية العالمية، ولها دور مهم في الوساطة الدولية بامتياز، لافتاً إلى أن السعودية تعتبر نموذجاً فريداً وراقياً في رعاية وحماية حقوق الإنسان.
وأفاد، أن إصلاحات المملكة حضارية متوافقة مع معطيات العصر، دون أن تخرج عن إطارها السعودي العربي الأصيل، وجاءت متوافقة مع طموحات الرؤية السعودية 2030، التي تمثل تحولاً نوعياً ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً مهماً في المجتمع السعودي. وإلى تفاصيل الحوار:
قفزات بالاستثمارات والاقتصاد
• كيف تنظرون إلى واقع العلاقات السعودية - الجيبوتية ؟
•• علاقات أخوية متينة ومميزة ونموذجية واستراتيجية في المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية كافة؛ كون البلدين الشقيقين تربط بين قيادتيهما علاقات حميمية وتفاهم وتنسيق دائم ومتين في الماضي والحاضر، لكون المصير واحداً، فالمملكة مهد الإسلام وقبلة المسلمين وقلب الأمة النابض بالخير والوفاء والرشاد، وهي ذات تأثير سياسي واقتصادي إيجابي على مستوى العالم، وقد كانت المملكة وما زالت الداعم الأول لجيبوتي منذ الاستقلال إلى ساعتنا، ونكنُّ لها ولقيادتها كل الحب والتقدير.
• قبل فترة قصيرة عقدت قمة سعودية أفريقية، ما انطباعكم عن القمة، وما أهم مخرجاتها المعززة في علاقة البلدين ؟
•• لقد كانت القمة السعودية الأفريقية، قمة ناجحة بكل المقاييس من حيث الحضور والمشاركون والتنظيم والتفاعل السعودي والأفريقي المشترك، ومن أهم مخرجاتها ليس فقط في علاقة جيبوتي والمملكة، وإنما بالسعودية وكل دول القارة الأفريقية، كما تم إطلاق مبادرات استثمارية مليارية ستُسهم لا محالة في تحقيق قفزات نوعية في الاستثمارات والاقتصاد والمشاريع التنموية في القارة الأفريقية.
محج مهم للدبلوماسية
• كيف ترون دور السعودية في معالجة القضايا العالمية ؟
•• إن المعالجات الحكيمة والرصينة والمحترمة من قبل دول العالم كافة أساسها المنفعة والمصلحة المشتركة في إطار علاقة سوية بعيدة كل البعد عن التدخل في الشأن الداخلي للدول، وما اختيار الرياض مقراً «لإكسبو 2030»، بإجماع عالمي ومن الدور الأول أثناء التصويت، إلا دليل قطعي على ذلك، إضافة إلى اعتبارها مَحجاً مهماً للدبلوماسية العالمية، كما لها دور مهم في الوساطة الدولية بامتياز.
• ما حجم التبادل التجاري المقدر حالياً بين البلدين، وكيف يمكن زيادته ؟
•• حجم التبادل التجاري أخيراً في ارتفاع نسبي، ولكنه لم يصل بعد إلى الطموح المرجو، ونتطلع في قادم الأيام مع فتح مزيد من خطوط الملاحة البحرية بين جيبوتي وإثيوبيا إلى أن يرتفع حجم التبادل التجاري، فوجود منطقة مناولة سعودية في المنطقة الحرّة الجيبوتية ومعرض سعودي دائم في هذه المنطقة سيؤدي حتماً إلى مزيد من التبادل التجاري، كما نطمح إلى استثمارات «أرامكو» و«سابك» في الموانئ الجيبوتية.
• ما المجال الأكثر إلحاحاً الذي تودون التركيز عليه أثناء فترة مهماتكم في الرياض ؟
•• تعزيز الاقتصاد والتبادل التجاري والاستثمارات كون العلاقات السياسية والدبلوماسية والتنسيق العسكري والأمني في أوجها، إلا أن التبادل التجاري والاستثماري مع الأسف ما زال دون الطموح الذي ترجوه القيادتان في البلدين الشقيقين، ويتطلع إليه الشعبان الشقيقان.
• كونك عميد السلك الدبلوماسي في السعودية، كيف كان انطباعكم عن السعودية والمجتمع السعودي قبل وبعد مجيئكم إليها ؟•• السعودية دولة عظيمة بمكانتها الدينية والجغرافية والسياسية والاقتصادية، فالمجتمع السعودي مجتمع عربي أصيل يتطور ويتقدم ويتفاعل مع محيطه الإنساني تفاعلاً إيجابياً دون أن يؤثر ذلك على ثقافته وأصالته، وما تشهده أخيراً من نقلة مجتمعية نوعية مهمة دليل على ما أقول.
طموحات رؤية 2030
• ما رأيكم في الإصلاحات التي تشهدها المملكة ؟
•• إصلاحات حضارية متوافقة مع معطيات العصر، دون أن تخرج عن إطارها السعودي العربي الأصيل، وقد جاءت متوافقة مع طموحات الرؤية السعودية 2030، التي تمثل تحولاً نوعياً ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً مهماً في المجتمع السعودي.
• كيف وجدت مراعاة المملكة وصونها لحقوق الإنسان ؟•• زار الرياض وفد من هيئة حقوق الإنسان في جيبوتي، واستمع من المعنيين في المملكة إلى شرح عن آلية عملهم ومتابعاتهم لجانب حقوق الإنسان، كما زاروا بعض مصالح السجون، وبعد أن شاهدوا واستمعوا قالوا «لم نرَ مثل ما شاهدنا من معاملة إنسانية راقية في السعودية لحقوق السجناء المحكومين من مواطنين ومقيمين»، والسعودية تعتبر نموذجاً فريداً وراقياً في رعاية وحماية حقوق الإنسان لم تصل إليها كثير من الدول التي تدعي أنها متطورة في مجال حقوق الإنسان، فالحفاظ على حقوق الإنسان هو الحفاظ على شرفه وكرامته وعيشه في أمن وأمان كما هو في السعودية وجيبوتي اليوم.
مبادرات فريدة واستراتيجية وعالمية
• كيف ترون انعكاسات مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» في مكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري في العالم ؟•• هي مبادرات فريدة واستراتيجية وعالمية، وتعتبر قمة الحضارة والرقي ومثالاً يجب أن يحتذى به من دول العالم كافة، ونحن بدورنا قد دعمنا وأيَّدنا هذه المبادرات التي نراها ناجحة وتخدم الإنسانية.
• قبل فترة وجيزة تم الإعلان عن استضافة السعودية كأس العالم 2034، وتبعها إعلان استضافة الرياض معرض إكسبو 2030.. ما تعليقك ؟•• قلت عنها إنها بيعة عالمية واعتراف دولي بريادة السعودية وقيادتها للعالم، ودليل على أن المملكة وحكومتها وسياساتها محل تقدير من قبل مختلف دول العالم لما تتمتع به من الإمكانات المالية والبنية التحتية والقدرات البشرية والفكرية والعقلية والإرادة والطموح؛ الأمر الذي يجعلها قادرة على إنجاز مثل هذه الفعاليات العالمية وأكثر، فطموح السعودية اليوم هو من طموح النظرة الثاقبة لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي تمثل رؤيته 2030 خارطة الطريق لإنجازات السعودية الباهرة.
نموذج للتقدم وتطور الأعمال
• في كل مناسبة تحضرونها تتحدث فيها عما تشهده المملكة من قفزات هائلة في مختلف المجالات، إلى ماذا تعزون ذلك ؟
•• إن القفزات الهائلة والمتطورة والمميزة التي تشهدها السعودية في مجالات الحياة كافة هي التي تتحدث عن نفسها، وما نحن إلا شهود للمولى عز وجل في أرضه، أي أن ما أقوله أنا هو انعكاس لهذا الواقع الذي يفرض نفسه دون حاجة منّا إلى أن نُبرزه فيصبح رأينا توكيداً للمؤكد، فالسعودية نموذج استثنائي للتقدم والتطور وأعمال عديدة مبهرة متوالية.
• تبدي سعادتك الدائمة في كل زيارة تقوم بها لأي مدينة من مدن المملكة، كيف ترى مقومات السياحة في السعودية، وإلى أي مدى يتجه مجال السياحة في المملكة ؟ •• السعودية دولة قارية مترامية الأطراف متنوعة في جغرافيتها ومناخها، متعددة بثقافاتها وعاداتها، غنية بتنوعها السياحي، واستطاعت، في إطار الرؤية السعودية 2030، أن تستثمر هذا التنوع وهذه الخصائص وتبرزها للسائح المحلي والخارجي، فالسعودية اليوم أصبحت مزاراً سياحياً، فيها السياحة الدينية والسياحة البحرية والسياحة الجبلية والسياحة الصحراوية والسياحة الثقافية والسياحة الفنية، وفي تقدير رؤية 2030، ستكون السعودية نموذجاً سياحياً فريداً.
تمكين المرأة بجميع المجالات
• كيف وجدتم تمكين المرأة في جميع الأنشطة خصوصاً السياحية والثقافية ؟•• سمحت السياسة الحديثة للمملكة، وفي ضوء رؤيتها الثاقبة 2030، أن تشارك المرأة فيها الرجل في مجالات الحياة كافة بما في ذلك السياحية والثقافية، وقد تمكنت المرأة السعودية مثلها مثل نظيراتها الأخريات في بقية دول العالم أن تنجز وتبدع وتنافس المنافسة الإيجابية.
• لقد قمتم، أخيراً، بزيارة إلى منطقة جازان، هل تساعد التضاريس المتنوعة في جذب أوجه التعاون بالمجالات الثقافية والسياحية والصناعية والاقتصادية بين البلدين ؟ •• جازان واحدة من أجمل مناطق المملكة، وهي تشبه بلدي جيبوتي إلى حد كبير من حيث بيئة البحر الأحمر ومناخه وإنسانه وحتى لذة طعم أسماكه، والإنسان في جازان يشبه كثيراً الإنسان في الضفة الأخرى من البحر الأحمر في العادات والتقاليد والثقافة والسحنة، والتنوع الموجود في جازان يشبه التنوع الموجود في جيبوتي.
ونحن حالياً نعمل على أن تكون جازان منطلقاً لمنتجات السعودية نحو القارة الأفريقية تحديداً من خلال موانئ جيبوتي، وهذه ستساعد كثيراً في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين من جهة، وبين السعودية والقارة الأفريقية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية والسياحية والثقافية من جهة أخرى.