ابنة «طيبة الطيبة»، عاشقة التحديات والتسلقات.. التي كانت كل يوم تفتح «نافذتها» لتمتع عينيها بالجبال المجاورة لمنزلهم، كانت عيناها لا تفارق الجبل هذا وذاك وهي تستمتع بالتمعن والنظر إليه، هناك نظرات العشاق لمعشوقهم تفوق الخيال والوصف، أما هي فكانت نظراتها مليئة بالتحديات ومزاولة رياضتها التي ورثتها من والدها، وسكنت داخل جسدها حتى أصبحت حقيقة لا مجرد حُلم بالنسبة لها.
رياضة التسلق تعتبر نشاطاً ترفيهياً مثيراً يحمل طابع التحدي، ويأتي في أشكال مختلفة تفرضها طبيعة التضاريس حول العالم، من المهم الإشارة إلى خطورة بعض أنواع رياضة التسلق، وتحتاج ممارستها إلى معرفة تقنيات التسلق الصحيحة، واستخدام معدات التسلق المناسبة لها.
وأصبحت ابنة «مملكة العز والفخر» النجمة سندس جان اسماً لامعاً في رياضة «Mountaineering».. «عكاظ» حاورتها وفتحت لها قلبها وأجابت بكل أريحية عن أسئلتها.. وإليكم التفاصيل:
• بداية نرحب بك عبر صحيفتنا ؟
•• أهلاً وسهلاً بك وبصحيفتكم المرموقة «عكاظ» الكبيرة.. سعيدة بتواجدي معكم وأتمنى أن أكون ضيفة خفيفة على قرائكم الأعزاء.
• بدايةً كيف تأقلمتِ مع رياضة التسلق ؟
•• أنا مؤمنة بأن لكل شخص عناصر من الطبيعة تتناسب مع طاقته، وهوايات معينة تشحنه بشكل إيجابي من أجل قدرته على مواجهة الحياة ولكن كيف يعرفها؟ طبعاً عندما يجرب، ويجرب، ويجرب حتى يقع في غرام إحدى التجارب ويتعمق فيها أكثر.
• ما الدافع الذي جعلك تمارسين تلك الرياضة رغم صعوبتها وخطورتها ؟•• أنا من مواليد المدينة المنورة، أي أنني ابنة «طيبة الطيبة» التي تملك أجمل الجبال منظراً وشكلاً وجمالاً لا يوصف، ناهيك عن أن غرفتي فيها «نافذة» مطلة على الجبال، ولو خرجت في الطرقات أرى الجبال بكل مكان وزمان، وكلما ذهبت إلى نزهة برية «كشتة» أكون بين جبال، لذلك أحببت أن أمارس هذه الرياضة والحمد لله حلم وتحقق.
• اسردي لنا قصة من قصص مغامراتك ؟
•• ضحكت.. ثم قالت: في مرة كنا بطلعة مع الأهل وسط الجبال والمكان جميل، وأحد الجبال كان مغرياً للتسلق، المهم أنني قمت وتسللت واختفيت في لحظة حتى لا يعرف أهلي بأنني أتسلق الجبل، وفجأة وأنا في منتصف الجبل سمعت والدي يناديني ويقول لي نصاً «خلِك في مكانك»، وجلست أنتظره إلى أن جاء عندي ثم قام بإنزالي، حيث زعلت وقلت له «لم أصل إلى القمة»، فكان يشجعني ويتسلق معي خطوة بخطوة حتى نصل للقمة.
• ما الدافع الذي جعلك تعشقين هذه الرياضة ؟
•• الجبل يصقل الجانب الإنساني وعالمنا مليء بالماديات والشكليات، في الوقت الذي نحن كلنا نعيش في قمة هرم ماسلو ونحارب من أجل المكانة الاجتماعية، فالجبل يرجعك لقاع الهرم.. يرجع لك توازنك.. يخلي خطواتك بطيئة.. الجبل ليس فيه سباق ولا يهم من أول واحد وصل، هو إنجاز لك.. تمشي حسب قدراتك.. وتوصل بالنهاية.. كم راح يأخذ منك، مو مهم، المهم توصل.
• بماذا يشعرك ذلك ؟
•• يشعرني بالنعم الكثيرة التي حولي، وأخيراً الجبل يحسسك بتفاصيل النعم.
• ماذا أيضاً عن الإنجازات والجوائز ؟
•• ليس هناك جوائز في رياضة تسلق الجبال لأنها رياضة ليست قائمة على السرعة أو من يحقق المركز الأول بل هي رياضة يتحدى فيها الشخص نفسه ويصل حسب الوتيرة المناسبة له خصوصاً مع الأخطار من سقوط أو مناخ أو انهيارات ثلجية ناهيك عن الأخطار الصحية طبعاً فيه جبال مثل افرست بيس كامب لدي شهادة لهذا الإنجاز وعدد من الجبال الأخرى.
• ما أكثر القمم المشهورة التي تم الصعود لها سواء داخل السعودية أو خارجها ؟
•• داخل السعودية تقريباً متَّرتها من شمالها لجنوبها، جبال العلا، والسودة، وطويق، والسروات.. وطبعاً سيارتي دائماً جاهزة للرحلات، أما خارج السعودية فجربت جبال النيبال ووصلت إلى افرست بيس كامب، في مسيرة كانت أسبوعين من التسلق، كذلك جبل باتور في إندونيسيا، وجبال الألب في سويسرا والنمسا.. وقمة توبقال في المغرب التي تعد أعلى قمة في الشرق الأوسط والعالم العربي.
• هل تلقيتِ تكريماً من قبل المسؤولين في الرياضة السعودية أو تم دعمك مالياً ؟
•• لا لا.. لم يتم دعمي مطلقاً، لكن الآن أخطط للبدء برحلة تسلق القمم السبع، ابتداءً من قمة ألبروس قمة روسيا والقارة العجوز في شهر أغسطس القادم، وقمة كلمنجارو في تنزانيا سقف أفريقيا نهاية هذا العام.. أنا حاليا أتسلق لنفسي وأتحمل التكلفة كاملة لممارسة الرياضة التي أحبها.. لكن رياضة تسلق الجبال رياضة لها شعبية عالية حول العالم، وبالعادة تتم رعاية المتسلقين من قبل جهات في دولهم مقابل تصوير شعار الجهة في القمة.
• ما هي أمنياتك المستقبلية ؟
•• قبل أن أجيب عن الأمنيات.. دعني أكمل لك إجابة السؤال السابق، مثلاً يزور جبال النيبال سنوياً نحو ٧٠٠ ألف متسلق من دول العالم كافة.. فلك أن تتخيل الأعداد في الجبال الأخرى وكمية الناس المهتمين بهذه الرياضة، على الأقل في كل قروب أصدقاء أو عائلة فيه شخص متسلق يتابعون أخباره وبالتالي لو كانت هناك جهات تقدم الرعاية فهذا أمر ممتاز بصراحة، أحياناً إذا وصلت إلى القمة وصورت وحققت الإنجاز بعد كل هذا التعب والمسيرة الطويلة يأتي لي شعور وهو أمنية أنني أفيد جهة أخرى وأكيد سأكون أنا مستفيدة.
• المساحة الأخيرة متاحة لك..
•• شكراً لكم صحيفة «عكاظ» على هذا الحوار، وشكراً لك شخصياً، وأتمنى للجميع التوفيق، وبإذن الله تعالى دوماً وأبداً أكون فخورة برياضة التسلق التي أحببتها ولن أتخلى عنها.
البطاقة الشخصية:
الاسم: سندس جان
الجنسية: السعودية
مكان الميلاد: المدينة المنورة
العمر: 29
الشهادة العلمية: بكالوريوس إعلام وماجستير عن التسويق السياحي، وأعمل في مجال التسويق السياحي بشكل أساسي. أحب عمل تغطيات للسفر في السوشل ميديا، وعندما أصبحت لدي قاعدة جماهيرية بدأت أنظم رحلات أحياناً وآخذ أشخاصاً معي بالسفر.