لم تستبعد صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، موت السجناء المتبقين في خليج غوانتانامو، كاشفة في مقالة للكاتب جوش غلانسي، أن الاستعدادات جارية بالفعل لتحويل المعتقلين إلى مركز لرعاية مرضى السرطان من هؤلاء السجناء «إلى الأبد» وتخفيف الآلام عن أجسادهم المنهكة. ويعتقد الكاتب أن لا أحد بمقدوره إغلاق غوانتانامو نظرا لأن خمسة معتقلين من المشتبه بارتكابهم هجمات 11 سبتمبر، لم يمثلوا أمام المحكمة بعد، «وربما لن يمثلوا أبدا». ولفت إلى أن كثيرا من الناس يعتقدون أن معتقل غوانتانامو مغلق الآن، لكن الواقع ليس كذلك، إذ إن هناك نحو 30 سجينا ما يزالون محتجزين فيه مقارنة بـ780 سجينا في سنوات الذروة، ويُكلف كل سجين من السجناء المتبقين الخزينة الأمريكية 13 مليون دولار في السنة.
«مرحبا بك في غانتانامو، لؤلؤة جزر الأنتيل»، هي التحية التي تستقبلك عند هبوط طائرتك العسكرية المستأجرة على المدرج المترب في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو السجن سيئ الصيت الأشهر في العالم، والواقع أقصى جنوب شرق كوبا.
هكذا بدأ غلانسي مقالته وهو يحكي تجربته في رحلته الغريبة الأسبوع الماضي إلى
غوانتانامو، الذي وصفه بأنه خليج يعج بالجرذان ويقيم فيه 8500 من جنود الجيش ومشاة البحرية الأمريكيين، ويغص بزواحف إيغوانا، وهي فصيلة من السحالي التي تنتشر في أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي. وهناك أيضا يقبع 5 من المشتبه بارتكابهم هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجود حانة ومتجر للهدايا وبعض من أقدم القطع الأثرية في التاريخ الأمريكي الحديث. إنه أحد أغرب الأماكن على وجه الأرض.
يحكي غلانسي أنه أمضى أسبوعا في غوانتانامو قبل 5 سنوات لتغطية جلسات استماع إجرائية تمهيدية لمحاكمة المشتبه فيهم الخمسة؛ بقيادة العقل المدبر المفترض خالد شيخ محمد، المتهمين بتدبير وتمويل الهجوم الإرهابي على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن.
ويضيف أنه أقام في مدينة من الخيام مكيفة الهواء تُسمى «معسكر العدالة»، وهو ما ينم عن مفارقة ساخرة يتمتع بها الأمريكيون، وفق تعبيره.
ووصف الكاتب سجن غوانتانامو بأنه مستنقع خارج نطاق القانون، يخضع لمراقبة فرق جرَّارة من الجنود الشبان، الذين أمضوا ساعات النهار في استجواب المعتقلين.