حين ندرك يقيناً أن (الاختلاف) بيننا طبيعة بشرية وثراء وتنوع؛ سوف نترك أثراً إيجابياً في حياتنا وتعاملاتنا مع من حولنا.. وعندما يتصرف أحدنا مع الناس بأنانية عبر مفهوم (مركزية الذات) المنكود؛ سينكب على عالمه الخاص الداخلي، ولن يعيش مع الواقع.. فمن يكسر مقامات الناس ويستشري بوقاحته وحماقته، فإنه يُفشي ألماً في نفوسهم، ويملأ حياتهم إرهاقاً، ويستهلك أرواحهم بتعب يفوق طاقتهم.
•• •• ••
بين قوة مناعة قيم ووقوعها على شفا انهيار؛ تلبية لحاجات الجسد والروح، فلا إيغال في المادية ولا سقوط في الروحانية.. وبين مجتمع إنساني تميزه منظومة مبادئ، ومجتمع حيواني تحركه مجموعة غرائز؛ استجابة لصوت الفطرة البشرية التي يولد عليها كل آدمي.. وبين سيمفونية إرث روحي ونفسي، وفسيولوجية موروث عقلي ووجداني؛ عوامل وراثية لسلوك الإنسان واختياراته في صفات تحمل تشابهات تتعدى الجسد.
•• •• ••
وبين (القلق) والتوتر فشل بعد تجارب متوفقة وناجحة، وشعور بأن لا جدوى لحياة باقية، فنتورط في (مآزق) لا نحسن التعامل معها.. هؤلاء يقعون في ثنايا حالات نفسية مضطربة تتعب قلوبهم، لا يجدون وصفة تريحهم مما هم فيه فيغادرون مرح الحياة.. وأولئك من يسدون الطريق أمام دنيا رحِبة، ويضعون نقطة سوداء في مسيرة رحيبة، ويتهيبون من أفكار مُترعة في مراحل زاخرة.
•• •• ••
في عصر تكنولوجي حديث تشابكت داخله مصالح المجتمعات الإنسانية؛ بات التسامح والحوار من الضرورات التي لا بد منها في الحياة المعاصرة.. وإذا كان من المُحتَّم أن تكون العلاقات الإنسانية أكثر انسجاماً؛ فإن إجبار النفوس على (التسامح) من أرقى مراتب القوة.. أما (التسامح) بين الدين الإسلامي والمجتمعات الأخرى؛ فمتجذر في ثقافتنا حقاً إنسانياً، ودائرته في شريعتنا أوسع من محافل القانون الدولي.
•• •• ••
وفي زمن مخطوف مثل صورة (سلفي) ملتقطة ذاتياً؛ حياة مضمخة بآمال شاهقة، لا يحمل شططاً نرجسية ولا يتحمل إفراط تواضع.. ومن كان ضعيف الثقة بذاته مضطرب الفكر مختلج الروح؛ يعوِّض نقصه برغبة مزعزعة مزمنة لا يستطيع السيطرة عليها فيستهويه الانعزال.. أما من يستطاب لألوان أمواج الحياة وروائحها الآسرة المليئة بمودة الناس؛ لا يتبعثر ولا يتذبذب، ولن تغلق أمامه أقفال الدنيا.