حفلة تاريخية واستثنائية عشناها في مسرح عبادي الجوهر أرينا، غنى فيها عبادي بكل ألقه وحضوره الفني الكبير، فأطرب كل الأذواق والأعمار، وأعادنا لزمن جميل رددنا معه فيه أغاني كانت محل الإعجاب من آبائنا واستمرت متألقة طوال السنوات.
عبادي يغني بشعور مختلف، وإحساس عالٍ، يؤدي بسلطنة على المسرح لا يتميز بها أي فنان غيره. ولامس وجداننا بالعزف الراقي على العود، وسمعنا منه أجمل الألحان بصوته الطروب، وستبقى هذه الحفلة ساكنة في وجداني ووجدان كل من حضرها.
الوفاء كان حاضراً في الأمسية، فعبادي الجوهر ظل دائم الوفاء لأستاذة طلال المداح، وأمس أطربنا برائعة من ألحان صوت الأرض، فأشاع المزيد من السعادة والطرب في أجواء الحفل.
عبادي الذي يحب جمهوره، يجد أيضاً المحبة متبادلة من جمهوره، فهو يسعدهم، ويقدم لهم ما يشيع الفرح في قلوبهم. من حضروا الحفل ترسخت القناعة لديهم بأن مسرح عبادي الجوهر من المسارح الرائدة والجميلة تصميماً وبناءً، فمداخله واضحة وسهلة، ومواقف السيارات متوفرة وتسع الجميع. كذلك فإن المكان المخصص للإعلاميين رائع، حيث تقوم بنش مارك كعادتها بتدليلهم، فلا يتعب الإعلامي في تغطيته للحفل، إذ تتوفر كل متطلباته والجميع يسعى لراحته، فلا يجد من فريق العمل إلا الابتسام، ولا يسمع منهم إلا (سم) و(آمر) مما يعطيه حافزاً لتقديم أجمل ما عنده.
ولقد كان من أجمل المواقف التي اعتز بها تواصلي مع «أبوسارة» إذ طلبت منه أغنية «تدرين وادري بنفترق» فغناها لي بالحفلة، وأسعدني بما أشاعه في قلبي من شعور جميل، وزاد تقديري له، فقامة فنية بحجمه لم ينس تلبية طلبي خصوصاً أن تواصلي معه كان قبل الحفلة بفترة.
وأجدها مناسبة لأقترح على بنش مارك تقديم فيلم وثائقي يحكي حياة أخطبوط العود «أبوسارة»، يتم عرضه على أجزاء. كما أقترح حفظ نتاجه وتوثيقه بكتاب؛ لأن تاريخه الفني يستحق أن يدرس ويفتخر به.
أيضاً أقترح تنفيذ موقع إلكتروني للشركة الرائدة بنش مارك تُحفظ فيه كل الحفلات التي تقام على مسرح أرينا عبادي الجوهر حتى يبقى للأجيال.
وكنت وما زلت أتمنى تنظيم ليلة تجمع الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد والفنان عبادي الجوهر فقط، وستكون ليلة من أجمل الليالي لما يتميز به كلاهما من تاريخ راسخ وعلاقة وثيقة تجمعهما، خصوصاً أن أكثر أغاني الفنان عبادي التي ظلت تلامس الوجدان هي من كلمات سموه.
حفظ الله الفنان عبادي الجوهر، هذا الرقم الفني السعودي الكبير، وحفظ لنا كل مبدعينا الذين جملوا حياتنا بالعطاء الوجداني الثري.