لا خلاف على أن (الصوت) هبة من الله، وتوظيفه في ترتيل القرآن مدعاة للفخر والاعتزاز، وربما لا يدرك القارئ المتفرّد بشجن التلاوة أثر قراءته على المأمومين، والمتابعين، ممن يأخذ الترتيل بتلابيب أفئدتهم ويسمو بها في ملكوت القُرب والإنابة.
وللشيخ الدكتور عبدالله المطرود حضوره الفنّي المبكّر بفضل صوته الرخيم، إذ كان لسان المدارس وخطيبها ومنشدها، وأسس فرقة طربية مع بعض زملائه ولقبوه بـ(شادي الجزيرة)، وطلبه الممثل شكري سرحان، وبعث له دعوة ليشاركه في عمل درامي، إلا أنه بما وجد من حلاوة التعلق بكتاب الله آثر إمامة المصلين على التمثيل والغناء وزهد في الأضواء.
وكان ولا يزال الإمام (المطرود) مقصداً لسكان الرياض، إذ يطيب لهم أن يصلوا خلفه، خصوصاً في شهر رمضان، كون الله كتب له قبولاً ومحبةً في قلوب كل المسلمين العاشقين لتلاواته الناضحة بنور الذكر الحكيم.
ولد المطرود في محافظة الخرج عام 1383هـ، وصلى بالناس وعمره 15 عاماً، وكان يؤم بالمصلين إذا تغيّب والده عن إمامة المصلين، وعيّن إماماً لمسجدٍ في حي العود في الرياض عام 1399هـ، ثم انتقل إلى مسجد في حي غبيرة، ثم إلى مسجد في حي منفوحة، ثم انتقل بعدها إلى مسجد الأمير خالد بن سعود في حي العريجاء، ثم انتقل إلى جامع فاطمة الزهراء في حي المرسلات، وكان خطيباً في جامع الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود، وجامع أم خالد الحمودي في النسيم الشرقي حي الصفوة، وجامع فهد بن عبدالله المرشد بالدرعية. ونال شهادة الدكتوراه عام 1424هـ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من كلية أصول الدين، قسم العقيدة، وكان عنوان البحث (الصوفية في القرن الرابع الهجري ورد علماء السلف عليهم).
عشق مطلع شبابه الغناء، والتمثيل على المسارح، وكان رياضياً، إذ حصل على المركز الأول في لعبة الجمباز في المرحلة الابتدائية على منطقة الرياض، ولعب حارس كرة قدم، وتنس وكرة الطائرة.