كلما مررت من هذه المنطقة بحكم الجوار أجد باب تلك الدار مشرعاً على مصراعيه ليل نهار، وقلما تجد حارساً بجوار الباب.. قد يضطر الزائر إلى الدخول لفناء الدار وطرق باب المنزل الداخلي لتأتي الإجابة تفضل دون أن يُعْرف هوية الزائر.
حتماً لا يكون مثل صاحب هذا الدار غير إنسانٍ كريم النفس مطمئن البال، آمناً على حياته وماله وعرضه.
ذلك هو الحبيب الغالي عبدالله بكر رضوان الذي رحل تاركاً مرارة قاسية على النفس وفاجعة وذهول محبيه ما بين مصدق ومكذب مؤمنين بقضاء الله وقدره.
لقد كان أخاً وصديقاً وحبيباً، حبه عامر في القلوب للأبد، بشاشته وطيب أخلاقه يهديان السعادة والبهجة أينما حل. حظى باحترام الجميع دون استثناء حتى من اختلف معهم في الرأي.
كان عنوان حياته العطاء والإخلاص على الدوام في عمله وتعامله مع الآخرين، وكرس جزءاً كبيراً من حياته في العمل التطوعي وخدمة مجتمعه، ومساعدة الآخرين والمحتاجين، لا يعرف كلمه (لا) في قاموسه؛ لذا فقد استفاد كثير ممن تعاملوا معه ونهلوا من خيره.
أما عندما نتحدث عن عبدالله الإنسان فهو أيقونة من الفضائل الشامخة في شخصه الكريم، ومنبع من الأخلاق والتواضع والكرم والتسامح، ومنهج مؤثر في حياته. رب أسرة من الطراز الرفيع.. عاش بيننا راقياً محباً كريماً إلى أبعد مدى.
رحل عبدالله رضوان بدرجه إنسان بمعناه الحقيقي، ولكنه باقٍ بفكره وعطائه وإنجازاته، وستبقى سيرته العطرة شامخة تتناقلها الأجيال، وسيحمل أبناؤه البررة تاج عطائه ليفاخروا به، ولكننا سنفتقد يا أبا هاني إنسانيتك ومشاعرك النبيلة، سنفتقد طيبتك وابتسامتك الرقيقة، لن تكفي كلمات النعي وحروفه في رثائك، فإن حبك عامر في القلوب، ولا ننساك أبداً ومآثرك باقية فينا دوماً للأبد، فأنت من قال فيهم الإمام الشافعي مقولته المأثورة:
«قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات».