أرسل لي أحد الأصدقاء مقطعاً لأحد المشايخ، يحذر فيه من الاستخفاف بحقوق الآخرين في مسائل تبدو صغيرة ولا ينتبه لها كثير منا، منها على سبيل المثال الاعتداء على حق الطريق، حيث حذر الشيخ من أن هذا الاعتداء سيسألون عنه يوم الحساب مما يتطلب إبراء الذمة من الشخص المعتدى على حقه في الطريق !
وفي كل مرة يتجاوز فيها سائق على طابور السيارات ليقتحم الطريق في مقدمة إشارة مرور أو عند منعطف مزدحم أو يسلك كتف الطريق ليتجاوز الزحام دون احترام لحقوق الملتزمين بالمسار الصحيح، أتذكر كلام الشيخ وأرجو لو أن كل هؤلاء المخالفين سمعوه وأدركوا أنهم لا يخالفون النظام وحسب بل ويرتكبون إثماً !
ورغم جهود رجال المرور الميدانيين في رصد وضبط المخالفين إلا أن تكوين ثقافة عامة لدى السائقين باحترام أنظمة السير يتطلب وعياً ذاتياً من السائقين أنفسهم وإدراكاً لحقوق الآخرين يفرضها الوعي الأخلاقي والضمير الحي قبل الخوف من النظام، فلا يمكن أن نعيّن رجل مرور لكل سائق ودون هذا الوعي ستستمر المخالفات، وفي مدن المجتمعات المتقدمة تنخفض نسب المخالفات المرورية لأن هناك وعياً عاماً بأن احترام أنظمة السير يحقق نسباً أعلى في انتظام الحركة وحفظ السلامة !
باختصار.. تطبيق النظام ووعي الضمير هما أساس ترسيخ ثقافة احترام نظام السير وحق الطريق !