عند كلام ابن حزم: «من يقترب من عدوه قاتل نفسه»؛ فإن الانحناء أمام حائط «الافتراءات» يغري بالامتطاء فيتلاشى شيئاً فشيئاً.. وأولئك الجائرون الذين يتظاهرون بالمزاح ويخفون اللمز؛ مواد طاردة للمحبة والألفة بين الناس، ولن يغيرها ما تراكم من غبار السنين.. فإذا تعلَّمنا العوم لنجاة باخرة أعمارنا العائمة في بحار العلاقات؛ سوف نتجاوز أوجاع الزمان وبشاعة الظروف التي جمعتنا بأولئك الأفاكين.
•• •• ••
وعند كلام أبي الطيب المتنبي: «وإذا كانت النفوس كباراً، تعبت من مرادها الأجسام»؛ تذوب الضغائن أمام الكبار وتنتهي عندهم العوائق.. وأولئك أصحاب النفوس العالية الذين لا يرتاحون إلا في منازل الثريا؛ مثل الفراشة تحب مروج الفجر المرسومة على جانبي الطريق.. فإذا نفش المتكبر ريشه على الممرات؛ نشتمُّ رائحته المهترئة كغراب بطباعه الخسيسة، تقوده حماقته الماكرة ليحمل فراغاً لا سقف له.
•• •• ••
وعند كلام «مصطفى السباعي»: «المجاهرون بالصواب عند طوفان الخطأ رجال يقوم البناء على عقولهم وكواهلهم معاً»؛ مساحة لعلاج الأخطاء الجسيمة.. وأولئك المتأرجحون في الحياة، الدافعون فواتير تناحرهم، الواقعون بين التطاحن الكثيف والهرولة إلى القُبح؛ لا يعيشون إلا حياة دميمة مفككة.. فإذا اختفت الانفعالات السلبية وزُرِع مكانها اليقين؛ تسكن طمأنينة محرمة عليها التعاسة والشقاء، كحديقة غنَّاء تجعل من الحياة أكثر أُنْساً.
•• •• ••
وعند كلام «مصطفى أمين»: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب، فإنك وصلت بلاط المجد»؛ بلوغٌ بالطموح إلى الثريا.. وأولئك الساديون المارخون الذين يجدون في آلام الرابحين لذة ومتعة؛ يعانون نوبات حاقدة تنغِّص حياتهم، فيكيدون على ذوي المهارات السامقة.. فإذا مسَّت الحُرقة قلب مُعمِّر الإنجاز نتيجة خِسة مُدمِّر الامتياز؛ فذلك باعث لبلوغ النوابغ نقطة التوهج، ليلوذوا بلمعان معدني كثيف.
•• •• ••
وعند كلام إبراهيم الفقي: «النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة»؛ تأكيد أن «الألم» يوضح قيمة الابتسامة ولا يحرمنا من الحياة السعيدة.. وأولئك الذين يستدعون الأحزان لتعشعش داخل صدورهم؛ يودعون أرقام أوقاتهم الساحرة ويحذفون أجندة أيامهم الآسرة، كأرض جدباء لا تنبت شجراً.. فإذا جاءت لحظة سعادة من حياة غير حبيبة لأحد؛ نحيي تلك اللحظة بأرواحنا، ونملأ أعيننا بجمالها، وإلا تسللت إلينا الجراح.