شاهدت مقطعاً عبر «الواتس اب» للزميل عبدالإله العسكر وهو يجري حواراً مع أحد الضيوف للترويج لمنتج يعالج آلام الركبة، استغربت المقطع، فالزميل العزيز ترك تقديم البرامج الحوارية التلفزيونية منذ مدة طويلة، كما أن الموضوع لا يتفق مع نوعية الموضوعات المناقشة في برنامجه السابق !
تواصلت معه مدركاً أنه مقطع مفبرك وبادرته ممازحاً أن يحجز لي علبتين من المنتج العجيب، ليرد ضاحكاً أن المقطع صمم بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما منح أصدقاءه فرصة للتندر والممازحة إلا أنه مؤشر على خطورة استغلال التقنية الرقمية المتقدمة في تصميم وفبركة وتركيب المقاطع المصورة والأصوات المسموعة !
بات من الضروري أن نتوقف عند كل مقطع مصور أو مسموع غير مألوف أو مشبوه للتأكد من مصداقيته قبل إصدار الأحكام وتوجيه الانتقادات للمحتوى أو الأشخاص فيه، فلا نستعجل في إساءة الظن قبل التثبت من صحة هذه المقاطع !
ففي مقطع العسكر ترويج لمنتج قد يكون ضاراً بالصحة، وفي مقاطع أخرى قد يلجأ البعض لإلصاق مواقف وآراء اجتماعية شاذة أو سياسية معادية بأشخاص بغرض إحراجهم أمام المجتمع والجهات الأمنية والسلطات القضائية !
استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم وتركيب المشاهد والأصوات المقلدة بات رائجاً، يفعله البعض بهدف مداعبة أصدقائه، ويفعله البعض لدواعٍ إجرامية وكيدية تستهدف سمعة أشخاص وزعزعة استقرار مجتمعات، ومن المهم أن يمتلك المجتمع وعياً كافياً في توقع كل شيء مع تقدم التقنية قبل إطلاق الأحكام وتصديق كل ما يصل من مواد مصورة أو مسموعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي !
باختصار.. نحن في زمن بات فيه الوعي الذاتي والتسلح بالمعرفة المتجددة عاملاً أساسياً في مواجهة ومواكبة تطور التقنية الرقمية ونمو ذكائها المتسارع !