يبدو ملف استضافة السعودية لكأس العالم واعداً، مشاريع بناء ملاعب متميزة في تصاميمها، متقدمة في تقنيات تشغيلها ومتطورة في تعدد استخداماتها، وأمامنا 10 سنوات كافية لتنفيذها على أكمل وجه !
لكن كأس العالم ليست ملاعب ومنشآت مساندة وحسب، بل هي تظاهرة جماهيرية تستقطب الجماهير من مختلف دول العالم، وتهيئة الأجواء للجماهير لا تقل أهمية عن تهيئة الملاعب للمنتخبات، لذلك نحن أمام أكثر من تحدٍ وأكثر من مسؤولية تجاه هذه المناسبة الرياضية الأبرز على مستوى العالم !
كأس العالم في السعودية عام 2034 يتطلب تغييراً في نمط إدارة المنظومة الرياضية، ويلزمه تأهيل وتقديم الكوادر الإدارية القادرة على مواجهة هذا التحدي، صحيح أنه غالباً ستتم الاستعانة بشركات وخبرات خارجية للمساعدة في تنظيم الاستضافة، لكن تأهيل الكوادر الوطنية جزء أساس من النجاح، وبالتالي يجب اليوم وليس غداً التفكير بإجراء التغييرات المناسبة وتقديم الكوادر المؤهلة، فنموذج الإدارة الحالي مصاب بالشيخوخة ويعاني من القصور، وشواهد تعثره كثيرة سواء في تنفيذ المشاريع الرياضية أو إدارتها، أو مخرجات ونتائج منافسات الفرق الرياضية السعودية في المنافسات المحلية والإقليمية والقارية والدولية المخيبة للآمال رغم الدعم الهائل المقدم من الدولة !
بالنسبة للمنتخب السعودي لكرة القدم، ننتظر منه مشاركة مختلفة، وأن تكون له بصمة كمنتخب مستضيف، وللأسف يبدو مشروع تطوير أداء المنتخب السعودي متعثراً بسبب ارتباك منظومة إدارة اللعبة وضعف قدراتها، بل وطموحاتها، التي جعلت بعض مسؤوليها في موقف دفاعي في كل مرة يفشل فيها المنتخب في مشاركاته، فيتوهم نجاحاً لا وجود له ويتخيل تشريفاً لا مكان له، ومثل هذا الأداء الباهت والطموح القاصر لن يأخذ الكرة السعودية إلى أي مكان متقدم، بل إن ارتباك تنظيم وإدارة المنافسات المحلية شاهد على هذا الضعف الذي لا يليق بدوري استقطب أشهر نجوم الكرة العالميين !
باختصار.. نحن اليوم أمام أهم حدث رياضي تستضيفه المملكة في تاريخها، حدث سيكون نافذة يطل منها العالم على السعودية، والتعرف على نتائج رؤيتها الطموحة، سيكون حدثاً «وطنياً» قبل أن يكون رياضياً !