فيما أكملت المنامة استعداداتها لاستضافة القمة العربية التي ستعقد برئاسة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتطلع أنظار الشارع العربي إلى القمة الـ33 التي تعقد في البحرين للمرة الأولى، بعد غد (الخميس)، الأمر الذي يكسبها مزيدا من الأهمية والخصوصية.
وتنعقد القمة وسط آمال بقدرتها على بلورة «خارطة طريق» لمواجهة التحديات والأزمات التي تعصف بالمنطقة، وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على غزة، والأزمة العاصفة في السودان.
وتأتى القمة المرتقبة في ظل ظروف استثنائية بالغة الحرج، وأوضاع سياسية متوترة تمر بها دول المنطقة، ومخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إثر تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، فيما تعمل المنامة على إنجاح القمة والخروج بمكاسب بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه العالم والمنطقة.
ويعقد وزراء الخارجية العرب، اليوم، اجتماعا تحضيريا للقمة لمناقشة جدول الأعمال ومشاريع القرارات تمهيدا لرفعها إلى القادة العرب خلال فعاليات القمة، ويشتمل جدول أعمال القمة على تطورات القضية الفلسطينية، وحرب غزة، والأوضاع في كل من ليبيا والسودان والصومال ولبنان وجزر القمر واليمن، حماية الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وهي ملفات تتطلب موقفاً حازماً وقوياً من القادة العرب.
وعلى مدار الأشهر الماضية، دأبت الجامعة العربية بالتعاون مع البحرين، على التحضير للقمة التي تعقد في «ظرف دولي استثنائي» وفق مراقبين، حيث تم عقد اجتماعات تنسيقية وتشاورية مكثفة بين الأمانة العامة لمجلس الجامعة العربية وكبار المسؤولين في المنامة، شكلت من خلالها لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أكد أن «قمة البحرين تكتسب أهمية كبيرة بواقع التوقيت الدقيق الذي تُعقد فيه، حيث تواجه المنطقة العربية تحديات غير مسبوقة على أكثر من صعيد».
وشدد أبوالغيط خلال لقاء مع رئيس مجلس النواب البحريني أحمد المسلم، على أن قمة البحرين تُعد محورية في تشكيل موقف عربي موحد من هذه القضايا الخطيرة.
وأعرب عن ثقته في قدرة مملكة البحرين على استضافة أعمال القمة، والخروج بها في أفضل صورة ممكنة من كافة النواحي، مثمنا الدور الحيوي للدبلوماسية البرلمانية العربية، والتي تعد رافدا مهما للعمل العربي المشترك.