تعقد القمة العربية الـ33 في البحرين للمرة الأولى في تاريخها، غدا (الخميس)، وسط طموحات وآمال بنجاحها في وضع «خارطة طريق» تتصدى للتحديات والأزمات التي تواجه المنطقة. ويرجح مراقبون سياسيون أن ينجح القادة العرب في بلورة خطط مستقبلية لتعزيز التعاون والتضامن العربي على مختلف الأصعدة.
ويتصدر جدول أعمال القمة قضايا عديدة، أبرزها القضية الفلسطينية على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة وجمود مفاوضات الهدنة، والأزمة المستحكمة في السودان، والقتال المتصاعد بين قوات الجيش والدعم السريع.
وتتضمن الأجندة 8 بنود رئيسية تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية، ومجالات التعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية. وتبحث القمة تطورات الأوضاع في ليبيا ولبنان واليمن.
من جهته، كشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن التمثيل في القمة العربية سيكون كبيرا، لافتا إلى أن أكثر من ثلثي القادة سيتواجدون خلال القمة وحتى الدول التي لن يتواجد قادتها سيكون التمثيل رفيع المستوى بالنسبة لها. وأفاد بأن مشروع جدول أعمال القمة العربية جاهز لطرحه على القادة. وقال زكي إن إعلانا ستخرج به القمة تحت اسم «إعلان البحرين» سيتم فيه إدراج جميع البنود التي تم التوافق عليها خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة.
وأوضح زكي أن القضية الفلسطينية كانت في مقدمة بنود مشروع جدول الأعمال بسبب الوضع في غزة، إضافة إلى الأوضاع في السودان وليبيا ولبنان، وغيرها من الأزمات، فضلا عن البنود التي تم التوافق عليها في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، حيث كانت هناك مجموعة من البنود والقرارات التي اعتمدها المجلس ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي وهي مسائل تخص إستراتيجية عربية في مجالات مختلفة مثل الشباب والصحة.
وكان وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، قال إن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة والحساسية، ووسط تحديات اقتصادية، ومآس إنسانية، وصراعات إقليمية ودولية تفرض علينا وحدة الصف والتضامن، دفاعًا عن مصالحنا الحيوية، وأمننا القومي، وتعبيرًا عن آمال شعوبنا في مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والنماء والازدهار.
وأعرب عن أمله في أن تمثل هذه القمة مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك المبني على روابط أخوية تاريخية ووحدة الهدف والمصير، ومبادئ التضامن والتعاون والاحترام المتبادل والأمن الجماعي، والإيمان بأن قوتنا في وحدتنا واعتزازنا بقيمنا وهويتنا الثقافية والحضارية، وقدراتنا على التوظيف الأمثل لمواردنا البشرية والطبيعية، بما يلبي تطلعات شعوبنا والأجيال القادمة في التنمية المستدامة، والعيش بحرية وأمان وكرامة.