سلامٌ على عودتي لقلمي، وسلامٌ عليكم يا من تقرأون حرفي.. في هذه النافذة أكتبُ بضع أحرف «قليلاً من الفضفضة».. بداية من السؤال: هل توجد معايير لقياس السعادة الحقيقية؟ لا أظن ذلك.. ورأيي أن ما تؤمن به وكل ما يرتاح له خاطرك؛ هو نَبع السعادة بداخلك.. معاييرنا للسعادة مختلفة، وإن نظرنا جيداً في تفاصيل حياتنا سنجدها مختبئة في كل زاوية وركن.
قد يكون تصور البعض عن السعادة قاصراً، صورتها نمطية في عقلِه؛ محصورة في المادة، بعيداً تماماً أو يَغُض الطرف عن جوانبها المعنوية التي هي إكسير حياته، والجندي المجهول وراء أنه ما زال يتمتع بالحياة.
قد نكون سعداء، ثم نرى آخرين سعداء، فنود بشدة أن نصبِحَ منهم! نحن لا نرى سعادتنا، نعتادها فلم نعد نشعر بها، ميزان السعادةِ لدينا منخرم، لا نراه عادلاً أبداً.. والبعض لا يكتفي بكبت سعادته وقمعها؛ بل يبدأ يومه كل صباح يهمس في صميم عقله الباطن: كيف أحبط من حولي اليوم؟ يترجمها على مدار اليوم، تارة ناقم على من حوله، وأخرى ساخط على قدره، لا يرى أو لا يريد أنْ تُرى سعادته؛ فَيستَلِذ بطمسها عنا وإظهار جانبه السلبي فقط.
دعونا لا نبحث عن الكمال في من حولنا، إذ لا كاملَ سوى من خلقَنَا، وبعض النقصان جمالٌ كما يقال، إن فكر كل واحد منا في ميزة واحدة تميز شخصه المفضل أظنه سيشعر بالسعادة لمجرد وجوده معه، ليس بالضرورة أن يكونا شريكين من ذكرٍ وأنثى؛ قد تكون أُماً تبارك مساعيك يومياً في كل صلاة، دعواتها سهام ليلٍ وضوء نهار يحرسك، لست محروماً صدقني، لديك ما ينبغي أن يشعرك بالسعادة.
تلك الصعاب التي نمر بها، والهموم التي تفقدنا النضج؛ لا ينبغي أن نجعلها تسيطر على منطوقِنا وتصرفنا، فَنُشعر من حولَنا بالإحباط.
لكل واحد قصصه الخاصة ونصفه الفارغ وأيضاً الممتلئ، لنحول منظورنا إلى النصف الآخر وننشر حباً للحياة ورضاً بالمقسوم.