لم تحمل زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان أي جديد، وبالتالي لا اخترق سيحدث في جدار الأزمة، خصوصا أن الزائر الفرنسي لم يلمس على مدى يومين توفر عوامل الحوار أو التشاور بين الفرقاء.
لودريان واصل جولته، اليوم (الأربعاء)، على المسؤولين اللبنانيين، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتطرقا إلى موضوع الرئاسة وما صدر أخيرا عن اللجنة الخماسية.
وجدد بري أمام لودريان تمسكه بمبادرته لانتخاب رئيس الجمهورية، مكرراً الدعوة ومن دون شروط مسبقة للتشاور حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية، وبعدها يتم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس بدورات متتالية من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
والتقى لودريان أيضا وفداً من حزب الله لمناقشة الحرب في الجنوب والقرار 1701 والورقة الفرنسية. وتحدث وفد الحزب عن ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي، واعتبر أن هذا الأمر لن يتم إلا من خلال حوار جدي بين كل الأطرف وبرئاسة رئيس البرلمان.
وبعد سلسلة من اللقاءات، يلتقي الموفد الفرنسي سفراء اللجنة الخماسية على مائدة العشاء مساء اليوم (الأربعاء).
وكان لودريان التقى أمس (الثلاثاء) فور وصوله إلى بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووليد جنبلاط، ونجله النائب تيمور جنبلاط، والمرشح للرئاسة سليمان فرنجية.
واللافت أنه لا مواقف جديدة منقولة عن لودريان خلال الـ ٢٤ ساعة التي أمضاها حتى الآن في بيروت، إذ شدد كعادته على وجوب دعم سفراء اللجنة الخماسية على المستوى الرئاسي. ومن ثم فإن جولته لن تخرج عن سكة استشراف الواقع المتأزم الذي لم ولن يتغير، إلا أن هذه الجولة كان لا بد منها من الجانب الفرنسي عشية القمة الفرنسية - الأمريكية بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن في «النورماندي» التي ستضع الملف اللبناني على طاولتها.