كما كان متوقعاً لم تحقق مفاوضات القاهرة بشأن هدنة غزة الاختراق المطلوب في جدار الأزمة، وغادر الوفدان الأمريكي والإسرائيلي اليوم (الاثنين) العاصمة المصرية. وكان وفدا قطر وحماس غادرا في وقت متأخر من مساء أمس (الأحد)، عقب انتهاء الاجتماع الرباعي الذى ضم مصر وقطر وأمريكا وإسرائيل، بينما التقى وفد حماس بقيادة خليل الحية عددا من قيادات جهاز المخابرات المصرية، وسلم مطالب الحركة لعرضها على الاجتماع الرباعي، وعلى رأسها وقف الحرب ودخول المساعدات الإنسانية.
وكشف مصدر مطلع على الملف الفلسطيني، أن الوفد الأمريكي، برئاسة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، اقترح خلال الاجتماع هدنة إنسانية تستمر لمدة 6 أسابيع كمرحلة أولى تتبعها مفاوضات أخرى لوقف دائم لإطلاق النار، وعودة النازحين إلى أماكنهم، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المدن الرئيسية بالقطاع.
وتوقع المصدر تواجد القوات الإسرائيلية على «ممر نتساريم» بين شمال وجنوب غزة، الذي قسمته تل أبيب بعد أزمة السابع من أكتوبر، لتتحكم في عدم عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال خلال الأشهر الماضية.
ورجح المصدر لـ«عكاظ» عودة وفدي حماس وإسرائيل إلى القاهرة مساء غد (الثلاثاء) للرد على ما تم الاتفاق عليه، لتنفيذ المرحلة الثانية وهي «الصفقة الكبرى» الخاصة بتبادل الأسرى، ثم المرحلة الثالثة وهي تسليم الجثامين ودخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مؤكداً أنه حال الموافقة على ما تم الاتفاق عليه ربما يعود رئيس وكالة المخابرات الأمريكية إلى القاهرة حال وجود تقدم كبير أو من ينوب عنه للإشراف على بنود الاتفاق.
ووصف المصدر ما حدث خلال الساعات الماضية في القاهرة بأنه «تقدم حذر»، إذ ما زالت الأمور بين حماس وإسرائيل في مرحلة «عض الأصابع»، وشروط كل طرف ربما تعوق أي تقدم، إلا أن الوسطاء يضغطون لإنهاء الحرب بعد غضب المجتمع الدولي على استمرارها، وسرعة الإفراج عن الأسرى.