لم يمض على رحيل الرياضي الخلوق محمد بن صالح زلفان، شهران، ولا تزال سيرته العطرة تضوع في ذاكرة ومجالس الأهل والأحباب والأصدقاء، فيما يستعيد المعارف جوانب من شخصيّة أسست مفاهيم جديدة في الملاعب الخضراء تقوم على العطاء دون إلحاق أذى. عشق «أبو عبدالعزيز» الساحرة المستديرة، منذ دراسته في المرحلة الابتدائية، وتطوّرت تجربته من خلال الرياضة المدرسية، ثم نادي السراة، وخلال دراسته في جامعة أم القرى، تم اختياره في منتخب الجامعة، ليوصي المدرب «أبو رجيلة»، نادي الوحدة بالتعاقد معه، ولعب لثلاثة مواسم، ثم انتقل معلماً في منطقة الباحة، ثم مشرفاً تربوياً، ولم يتخل عن عشقه، فعزز موهبته بالدورات التدريبية والتحكيمية، لتتسع دائرة صداقاته وتستوعب العشرات داخل المملكة وخارجها.
عمل الراحل مدرباً لمنتخبات المناطق، ولنادي السراة، ثم نادي الباحة، وتولى رئاسته لأكثر من موسم، وبحكم معاناة مرضيّة آثر الابتعاد عن الضوء، إلا أنه ظلّ محل سؤال ودعاء بالشفاء، إلى أن وافته المنيّة في شهر رجب الماضي، فرحل ليرثيه الحقل الذي أثمر ما بذره فيه من أخلاق.