رسموا مخططاتهم الإجرامية لتحقيق الربح المحرم، وحبكوا أعقد الخطط لإنجاح أعمالهم، فلم تغفل عنهم أعين رجال الأمن، الذين كانوا لهم بالمرصاد وأسقطوهم في قبضة العدالة.
لم يدركوا أن أعين رجال الأمن لا تغفل عن كل شاردة وواردة وتتربص بكل مخالف، فكانت بانتظار عدد من المخالفين الذين حاولوا استغلال موسم العمرة لتنفيذ مخططاتهم، فكان أبرزهم الإطاحة بوافدة من الجنسية المصرية لتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات حج وعمرة غير نظامية.
وأعلنت شرطة العاصمة المقدسة إيقاف المتهمة واتخاذ الإجراءات النظامية بحقها وإحالتها إلى النيابة العامة.
الإطاحة بـ 7 جناة
أعلنت شرطة منطقة الرياض أن إدارة التحريات والبحث الجنائي تمكّنت من القبض على 7 مقيمين خالفوا نظام الإقامة والعمل وروجوا لحملات عمرة وهمية والعمل لحسابهم الخاص.
وبيّنت أن الموقوفين هم 3 من الجنسية البنجلاديشية، و3 من الجنسية المصرية، ومقيم من الجنسية الباكستانية، حيث اتخذوا مكاتب غير نظامية بغرض النصب والاحتيال.
وأكدت شرطة الرياض ضبط مبالغ مالية بحوزتهم، كما تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، وإحالتهم إلى النيابة العامة.
وزارة الحج.. تحذر
حذرت وزارة الحج والعمرة الراغبين بأداء مناسك العمرة من التعامل مع منظمي رحلات العمرة غير المرخصين.
وحثت عموم المواطنين والمقيمين والزائرين من الانسياق خلف الإعلانات الاحتيالية في مواقع التواصل الاجتماعي، والإبلاغ فوراً عن أي مكتب أو شركة أو معرّف يدعي تنظيم خدمات العمرة.
وأوضحت الوزارة أن لجان المراقبة والمتابعة بالوزارة رصدت حالات فردية لمنظمي عمرة غير مصرحين ينشرون إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تمرير البلاغات للجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق العقوبات النظامية بحقهم.
وشددت على أنه خلال العشر الأواخر، تزداد ضرورة الالتزام بالتصاريح، لتفادي الزحام، وتيسير دخول القادمين لأداء المناسك، وأعادت الوزارة التذكير بأن العمرة الميسرة تبدأ بإصدار التصريح اللازم قبل القدوم عبر تطبيق «نسك» لأداء مناسك العمرة، وفي حالة التأخير بعد استخراجه يمكن إلغاؤه وإصدار تصريح آخر بسهولة.
وبيّنت أنه لا يمكن تكرار العمرة في رمضان، مشيرة إلى أن التصريح يكون مرة واحدة فقط، بهدف تخفيف الازدحام وإتاحة الفرصة للآخرين والتعاون على التنظيم والتيسير على المسلمين، ويجب إصدار التصريح من تطبيق نسك أو من تطبيق توكلنا.
غرامة وسجن وترحيل
أكد المحامي والمستشار القانوني عبدالعزيز بن دبشي أن عقوبة الوافد الذي يعمل لحسابه الخاص تتمثل في الغرامة بقيمة تصل إلى 50 ألف ريال، والسجن لمدة تصل إلى 6 أشهر، والترحيل من المملكة.
وبيّن ابن دبشي أن صاحب العمل الذي يترك عماله يعملون لحسابهم الخاص أو مقابل مبالغ مالية يدفعونها له، يعاقب صاحب العمل بغرامة مقدارها 5 آلاف ريال وبالسجن لمدة شهر، وفي المرة الثانية بغرامة مالية مقدارها 20 ألف ريال وبالسجن لمدة شهرين، وفي المرة الثالثة بغرامة مقدارها 50 ألف ريال وبالسجن لمدة 3 أشهر.
وأضاف في جميع الأحوال تتعدد الغرامة بعدد العمال الذين وقعت المخالفة بشأنهم ويرحل الوافد المخالف على حسابه، والحرمان من الاستقدام لغرض العمل لمدة لا تقل عن سنة في المرة الأولى، وفي المرة الثانية لمدة سنتين، وفي المرة الثالثة لمدة 3 سنوات.
خطط أمنية وخدمات إنسانيةكشف مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي أن محاور الخطة الأمنية لقوات أمن العمرة شملت: الجانب الأمني، وإدارة وتنظيم الحشود، وإدارة الحركة المرورية، وتقديم الخدمات الإنسانية، ودعم وتمكين الجهات الخدمية المشاركة.
ولفت الفريق البسامي إلى أنه في كل عام تتم مراجعة خطط المواسم السابقة، ودراسة كافة التقارير الميدانية، وتقييم العمليات التشغيلية وتحديثها وفقاً لمتطلبات الموسم الجديد.
وأضاف أن الخطة الأمنية تضمنت أيضاً، تخصيص فِرَق لمواجهة وضبط مرتكبي الظواهر السلبية مثل التسول والافتراش المعيق لحركة المعتمرين والمصلين في المنطقة المركزية.
وعي المواطن والمقيم
أكد الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر بن داخل الجعيد أن العمرة بالطرق غير النظامية قد تؤثر على جودة الخدمة في العمرة، ومنها تأثر الخدمات بالأعداد غير النظامية التي تؤدي العمرة، إضافة إلى التأثير على المعتمرين النظاميين.
وشدد الجعيد على أن بإمكان الجميع العمرة عبر استخدام الحجز من التطبيقات الحديثة التي لا تكلف وقتاً أو جهداً، لافتاً إلى أن هذه الطريقة هي التي ينبغي أن يتجه إليها الراغب في أداء العمرة، سواء من المواطنين أو المقيمين من داخل السعودية.
وأوضح اللواء الجعيد أن منظومة الأمن تعمل على تجهيز الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية قبل موسم العمرة بوقت كافٍ، يتم خلالها الاستفادة من تجارب المواسم الماضية وتطويرها وتجهيز كل ما يحقق النجاح في موسم العمرة لتقديم أفضل وأرقى الخدمات لقاصدي البيت الحرام من الزوار والمعتمرين طيلة شهر رمضان المبارك بما يحقق توجيهات وتطلعات القيادة الرشيدة الرامية إلى تسخر كامل الإمكانات الآلية والبشرية أمام الزوار والمعتمرين من داخل المملكة وخارجها ليتمكنوا من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة وأمان.
وبيّن أن تلك الخطط تعتمد على تعاون المواطن والمقيم والزائر لإنجاحها وتحقيق الأمن والسلامة والطمأنينة لقاصدي البيت الحرام خلال موسم العمرة، مؤكداً أن الخطط جرى وضعها وفق خطوات علمية مدروسة مبنية على الاستفادة من خطط الأعوام السابقة ومعالجة كافة الملاحظات الواردة مع تدعيم الإيجابيات وتعزيزها لتسهيل حركة تنقلات الزوار والمعتمرين وسهولة وصولهم إلى الحرم المكي الشريف من خلال استخدام وسائل النقل العام والنقل الترددي.
وشدد على أن تلك الخطط والتجهيزات قد يؤثر عليها العمرة غير النظامية التي تزيد فيها الأعداد وتتطلب جهداً مضاعفاً من المنظومة، وتهدف إلى وضع المواطن والمقيم والزائر والمعتمر أمام الخطط التي وضعت من أجل سلامتهم وأمنهم وراحتهم من خلال توفير مظلة الأمن والأمان والراحة والاستقرار وتسهيل وسائل تنقلاتهم ووصولهم إلى المسجد الحرام.