قال انظر لعدد مشاهدات ذلك المسلسل الشبابي حتى تعرف اتجاهات الذوق العام في المجتمع، قلت له إن هناك شريحة عمرية واسعة تجتذبها مثل هذه الأعمال الفنية، وهي مفيدة كوسيلة توعية وصناعة وعي، لكنها فئة عمرية تفك ارتباطها بمجرد تجاوز هذه السن المعينة وتبدل اهتماماتها، أما بعض الأرقام المعلنة فينطبق عليها المثل: وش دراك إنها كذبة قال من كبرها، فبعض الأعمال تعلن عن مشاهدات مليارية تتطلب أن يشاهد جميع سكان الكرة الأرضية هذا العمل مرتين على الأقل !
مسألة التلاعب بأرقام المشاهدات العالية وكيفية تحقيقها يعرفها معظم العاملين في حقول الإعلام والفن والتسويق وهي لا تقنع مختصاً، لكن يمكن رصد الصدى من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهو إما صدى سلبي أو إيجابي أو خليط منهما، فهذا من طبيعة سلوك المتلقي في المجتمعات !
برأيي، إن قيمة العمل الفني لا ترتبط بالمشاهدات بقدر ارتباطها بالتأثير في المجتمع، فهناك أعمال فنية سعودية عرضت على الشاشة الصغيرة، وشاركت أو تستعد للمشاركة في مهرجانات فنية وسينمائية محلية وإقليمية وعالمية أجدر بالتقدير والاحتفاء، وهي الإضافة الحقيقية لقيمة الفن السعودي !
وأشير إلى أنه اليوم سيعرض أول عروض أوبرا زرقاء اليمامة، وهي أول أوبرا بإنتاج سعودي والأضخم على مستوى العالم العربي، وحسب بعض المهتمين بالحضور، فإن تذاكر 8 أيام قد بيعت بالكامل مما يعطي مؤشراً على جانب من ذائقة المجتمع السعودي !
باختصار.. لست ضد التنوع في إنتاج الأعمال الفنية التي تلبي تنوع الذائقة في المجتمع، لكنني بكل تأكيد ضد تضخيم بعض الأعمال بالأرقام الوهمية !