أصبحت تلبية دعوات الزواج هماً بعد أن كانت سروراً، فالزحام الشديد الذي بات سمة الكثير من مناسبات الزواج كأنه زحام الشوارع والطرق يسبب الإزعاج والتوتر، خاصة وأن السمة المشتركة بينها هو وجود من يقتحمون مسار الانتظار من مقدمته دون احترام للآخرين، وفيهم من هو أكبر سناً منه وأعلى مقاماً !
لذلك صرت في معظم الأحيان أعتذر عن عدم تلبية دعوات مناسبات الزواج، خاصة التي تكون لشخصيات عامة يكثر ضيوفهم، سوى من كانت دعوته شخصية وحرص على التواصل للتأكيد على تلبيتها، فألبيها تقديراً وامتناناً !
ورغم أنني في معظم الأحيان أجد من المستضيفين من يسعى لتقديمي لمسار سريع يتخطى طابور المهنئين المزدحم، إلا أنني أكره أن أتخطى أحداً، فالتقديم يمكن أن يكون للأمراء والوزراء وكبار العلماء وكبار السن والسفراء الأجانب، أما ما دون ذلك فالجميع يجب أن يسلكوا طريقاً واحداً، فهم هنا في مكانة واحدة وتقدير حضورهم يجب أن يكون متساوياً !
ولا أدري لماذا اقترن الزحام بالفوضى في معظم زواجاتنا، فلم يكن حضور حفل زواج لتقديم التهنئة يستهلك كل هذه الطاقة، ويجعل تلبية الدعوة هماً بدلاً من أن يكون مصدراً للسعادة والسرور؟! فالأصل أن يحضر المدعو سعيداً ويغادر مسروراً، لا أن يشعر بالكآبة بمجرد أن تستقبله الجموع المتجمهرة للتهنئة، ويغادر مغموماً من أثر التدافع وطول الانتظار وسوء أدب من يتخطون غيرهم !
ومن سوء حظي أنني كثير النسيان، وفي حالة دعوات الزواج قد يكون هذا من حسن الحظ، فغالباً ما أنسى مواعيد المناسبات وتفوتني مما يضعني في مواقف محرجة مع بعض الأقارب والأصدقاء، ولكن من يعرف منهم أنني أملك ذاكرة أصيبت بالشيخوخة المبكرة يعذرون، ومن تطغى مشاعر محبتهم لي يعتبون و«يشرهون» !
باختصار.. أصبح حال بعض مناسبات الزواج في الرياض كحال طرقها، مزدحمة وفوضوية !