سألني صديقي معلقاً على خبر خفض قيمة غرامات المخالفات المرورية السابقة 50% لمن تعثروا في سدادها وهو من الملتزمين بالنظام: هل يمكن اعتبارها مكافأة للمخالفين؟! أجبته بكل تأكيد لا، لكنها مرونة القانون وصاحب القرار في تمكين المخالفين من السداد والاستفادة من فرصة التكيف مع النظام والالتزام به من جديد!
كثيرون تراكمت عليهم الغرامات حتى بات سدادها بالنسبة لهم مستحيلاً، فساهم ذلك في ارتكاب المزيد من المخالفات، وهو ما يفعله المخطئ عندما ييأس من الحصول على فرصة الإصلاح!
الشيء الذي كنت أرجوه هو استفادة الذين سددوا قبل صدور القرار بفترة زمنية محددة من القرار بأثر رجعي كتقدير لهم على مبادرة السداد وتسوية التزامات الغرامات، فالهدف الظاهر في القرار فتح صفحة جديدة بسجلات نظيفة ترسخ ثقافة احترام النظام بما يعزز السلامة المرورية!
قبل صدور القرار بأسبوع سجلت ضد سيارات أملكها 4 مخالفات مرورية متنوعة قبل اعتراضي على اثنتين منها وسددت الأخريين قبل يوم واحد فقط من إعلان قرار التخفيض، أسعدني أن هناك اهتماماً بالنظر في الاعتراضات وقبولها، لكن هذا يعني أن بعض رجال المرور الميدانيين يرتكبون أخطاء في تقدير المخالفات تتطلب حرصاً أكبر وتأهيلاً أفضل وفهماً أكثر للحالات المرورية ومتى تستوجب المخالفة!
باختصار.. يجب أن يدرك المخالفون أن غرامات المخالفات لم توضع لتحصيل الأموال، وإنما لمنع ارتكاب المخالفات وحماية الأرواح، ومن يلتزم بالنظام لن يجد عليه أحد مدخلاً، والفرصة التي أتيحت لتسوية مديونيات المخالفات المتراكمة فرصة لتبييض الصفحات والمساهمة في جعل طرقنا مثالية آمنة!