تستشعر المملكة مكانها ومكانتها في عين وسمع المجتمع الدولي، وتستحضر دورها التاريخي والحضاري الراقي، الذي اختارته لها الأقدار، مهتبلةً فرص خدمة المجتمع الإنساني بالغالي والنفيس، واغتنام السوانح لكفّ الشرّ، والتصدي لكل ما من شأنه التطاول على الحياة والأحياء، والبذل بكافة وجوهه؛ لحماية الأنفس البشرية من الهلكة، والحيلولة دون تفاقم المآسي، عبر الإنفاق بسخاء؛ حقناً للدماء، وحفظاً لحقوق الأبرياء، وصيانة لكرامة الضعفاء والمغلوبين على أمرهم.
وظهر بجلاء في ظل الأزمة الفلسطينية الخانقة تكامل الأدوار والجهود السياسية والدبلوماسية والإنسانية والإغاثية لمملكة الإنسانية؛ لتعضيد دور الأشقاء، وتخفيف المصاب، والضغط بقوة لتفادي ما هو أصعب وأعقد. وشعر الجميع بأن المملكة قدمت ملف فلسطين على غيره من الملفات الداخلية والخارجية حد الشعور بأن الأحداث المؤسفة غدت الشغل الشاغل للقيادة السعودية وشعبها.
وبادر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بقوافل العطاء محمّلة بالمواد الإغاثية والإسعافية؛ لتأمين ما يلزم لإخواننا في الدِّين والعروبة والجغرافيا، مما يشدّ الأزر، ويُقيم الأَوَد، وما يحول دون فاقة أو عوز، وما يخفف المصاب، لتظل يد العون للمتضررين ممدودة، والمساعي الخيّرة مشهودة؛ تحقيقاً لرسالة المملكة الرائدة في السخاء، والمبادرة بالعطاء لكل ما فيه خير وصلاح وسلام الشعوب وبلدانها دون تمييز بين كائن وآخر.