هناك مثل أمريكي مشهور يقول «إن الماء الهادئ يكون عميقاً»، مما يعني أن الماء المليء بالصخب يكون بلا عمق. وهذا أيضاً ينطبق على الناس في أعمالهم وأسلوب ممارستهم لها. فهناك من يحب الأضواء ويعمل جهده لجلبها إليه، فيسعى لأن تغطي أخباره وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وهناك من يعمل في صمت عميق ويفضل أن تتحدث نتائجه عن إنجازاته ونتائجه. ومنيرة الدوسري من الممكن أن نضعها في الفريق الثاني الذي يعمل بجد واجتهاد بعيدا عن الأضواء. تعمل منيرة الدوسري في مجال المصارف، وتحديداً في مجال الاستثمارات، ولها خبرة مهمة وطويلة في مجال إدارة المحافظ الاستثمارية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
بعد أن أنهت مسيرتها الأكاديمية بحصولها على دبلوم الأعمال المصرفية انخرطت في العمل المصرفي بدءاً بالبنك السعودي الفرنسي، ثم انتقلت إلى مهمات تنفيذية أكبر في شركة كريدي اجريكول لإدارة الأصول، ثم انتقلت إلى مناصب قيادية لافتة في شركة السعودي الفرنسي كابيتال، ثم أصبحت الرئيسة التنفيذية لشركة ملكية للاستثمار، ثم تولت إدارة الأصول في شركة العربي المالية والرئيسة التنفيذية للاستثمار في شركة اتش اس بي سي العربية، ورئيسة لجنة المؤسسات المالية المرخصة في هيئة السوق المالية السعودية. وكانت عضو مجلس إدارة في صندوق تعليم ريت، وشركة مياه ريقوفي، وهي اليوم عضو مجلس إدارة للشركة السعودية للخدمات الصناعية سيسكو، وأيضاً عضو في لجنة الاستثمار والأوراق المالية في غرفة الرياض. ومنذ أكتوبر الفائت اختارتها شركة فرانكلين تمبلتون المالية الأمريكية -إحدى أكبر شركات إدارة المحافظ الاستثمارية في العالم- لتكون الرئيسة التنفيذية لعملياتها في السعودية.
كل ذلك أنجزته منيرة الدوسري بهدوء وروية وبدون صخب ولا ضجيج. اهتمت بتطوير معرفتها المهنية، واستفادت من خبرات من حولها، وكوّنت لنفسها مع الوقت هويتها الإدارية الخاصة بها والمستقلة. عُرفت عنها الجدية في العمل، قبول التحدي، وروح المثابرة.
مجال البنوك والقطاع المصرفي وقسم إدارة الاستثمارات تحديداً معروف عنه بأنه ذو ثقافة محافظة وحذرة ومقيدة ودائماً ما تخضع لضوابط وقيود تجعل التفوق فيها محسوباً ومحدوداً، وبالتالي أي تميز وتدرج وظيفي تصاعدي مليء بالنجاح والتميز يستحق الوقوف عنده بإعجاب وتقدير، وهذا ما حققته منيرة الدوسري بجدارة لتكون قصة تميز مهمة في مجالها.
النجاح والتميز لا يأتي عموماً من فراغ ولكنه كقاعدة عامة هو نتاج وضع الأهداف وملاحقة الأحلام والعمل الدؤوب على تحقيقها جميعاً، وهذا هو الذي يصنع الفرق.