النساء منذ بداية أمنا حواء تحركهم -في الغالب- غرائزهم البريئة لتكوين أسرة، والتعلق بالأبناء، والعطاء المتناهي، ويشاركها الرجل بمشاعره المتأججة بالاحتياج.. أما الحاضر أصبحنا في انشغال تام ما بين «الأنوثة» ومعطياتها وإثبات الذات في العمل.. وظهرت أخيراً -للأسف- فئة ثالثة تريد السلطة والجاه بلا عناء أو تعب.
على مرِّ التاريخ جُل ما يشغل الرجل المستقبل؛ بتوفير قوت يومه واستقرار مملكته، متناسياً آلام الماضي وأخطاءه التي قد تكون وقود حاضره، ورصيداً يُستفاد منه للغد، واليوم أرى التقاعس وتعليق التقصير على شماعة الظروف.
بُهِرت بقصص رجال ونساء تم الاستغناء عنهم، ولم يوقفهم حِيَل الغرباء ولم يستسلموا لتقلبات الزمان.. هؤلاء ولدوا لكِ أيتها المرأة، يكافحون ويناضلون وحدهم بِلا عون من أحد، وأيقنوا أنهم سيصلون لمرادهم رغم وعورة الطريق.
نداء خفي يراودنا من حين إلى حين مضمونه: من نحن؟! وماذا أنجزنا في حياتنا الماضية؟!.. هنا يكمن مربط القصيد.. فالبعض يتحسر بلا جدوى مُكملاً مسيرته بنفس المنوال؛ شكوى ونياح ولا جديد.. والبعض -وهم قِلة- يضع لنفسه نقطة تحول مشروطة بوضع أهدافه لتحقيق أحلامه وطموحاته الدافعة له للأمام.
الغريب في الأمر أنني حصدت التالي: معظم تلك الأمثلة ممن يصنع أهدافه قضى من عمره أعواماً طويلة تصل عند بعضهم إلى أربعين عاماً حتى أتاه ذاك النداء الذي أستطيع أن أسميه «المُلهِم وقد يكون المؤلم».. تساءلت: لماذا تنتظر هذا الوقت الطويل لكي تصل إلى انتصاراتك وهزائمك، ونجاحك وإخفاقك؟!، ألم يوقفك إحساس أو خذلان؟!.. عدتُ إلى الصوت الصامت: متى سنستيقظ من تلك الغيبوبة؟!.
شيء مؤلم حين أحادث صديقاً أو أقرأ رسالة محتواها الندم على ما فات من العمر..
أخيراً..
كتبت هذه المقالة لِمَا رأيته أخيراً من الوجوه اليائسة الفاقدة للأمل، ووددت أن أذكِّرهم أن بعد نهاية كل يوم هناك شعاع فجر يطالبنا بأن نبتسم، وأن نعيش لحظة فيها سعادة وعِبادة ومذاق نجاح بعد عناء.