نزع ملكية «صخرة عنترة» و«بئر أم القرون»

قررت هيئة التراث، البدء في إجراءات نزع ملكية موقع صخرة عنترة بالقصيم، الواقع في مركز غاف الجواء، لصالح مشروع تطوير وتأهيل الموقع ومركز زوّار الصخرة، ونزع جزئي لملكية موقع بئر أم القرون بمكة المكرمة لمشروع تأهيل وحماية وتسوير المواقع الأثرية.

وتقرر تشكيل اللجان وتسمية الممثلين في كلٍّ من لجنة وصف وحصر العقارات، ولجنة تقدير التعويض، خلال مدة لا تزيد على 15 يوماً، وتتولى الهيئة الدعوة للاجتماعات، وإعداد المحاضر، واتّخاذ الإجراءات اللازمة لمباشرة كل لجنة مهماتها، على أن تقوم اللجان بإنهاء أعمالها خلال 60 يوماً.

ودعا القرارُ أصحابَ العقارات التي تقرر نزع ملكيتها إلى تقديم مستندات تملُّكهم للعقارات لمشروع تأهيل وحماية وتسوير المواقع الأثرية، ومشروع تطوير وتأهيل الموقع العام ومركز زوّار صخرة عنترة. كما أكد القرار على أنه يجوز لأصحاب الشأن التظلُّم أمام ديوان المظالم من قرارات اللجنة التي تتخذ وفقاً للنظام، خلال 60 يوماً من تاريخ إبلاغهم بالقرار.

يشار إلى أن موقع صخرة عنترة، الذي يمثل أحد التراث الأدبي والتاريخي للمملكة، شهد الكثير من الأحداث التي سبقت الرسالة النبوية وسبقت الإسلام، وجسدت هذه الملاحم التاريخية مواقع ثقافية مادية لا تزال حتى الآن شاهداً حياً على الحضارة التي مرت بها منطقة القصيم بشكل خاص والمملكة بشكل عام.

وأن حصاة النصلة أو حصاة عنترة صخرة حمراء اللون تقع في منطقة القصيم، وتُعد من الشواهد التي تُشير إلى تاريخ عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة، القصة التي دارت فصولها بين صخرتين عُرفتا بعد ذلك بصخرة عنترة.

وتعتبر الصخرة من أبرز المواقع على المسار السياحي المعتمد في منطقة القصيم، وهو مسار متخصص ضمن مسارات التراث الأدبي التي تحتضنها المنطقة. وعملت الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع الشركاء على عدد من البرامج والأنشطة التعريفية في الموقع من قصيباء شمال شرق حتى موقع الصخرة في الجواء.

وحصاة النصلة كتلة صخرية كبيرة ذات شكل مخروطي، تشكلت به بسبب العوامل الجوية والرياح. وتحتوي واجهتها على مجموعة من النقوش الثمودية والرسوم الصخرية لأشكال حيوانية متنوعة.

ويُروى أن عنترة بن شداد كان يربط حصانه في الصخرة ويلاقي محبوبته عبلة تحت الصخرة،

وعُثر فيها على نقوش ثمودية، وتدل هذه النقوش على الأهمية التي كانت تتمتع بها المنطقة خلال الفترة من القرنين الثاني قبل الميلاد إلى الأول أو الثاني الميلادي، حيث إنها تدل على أن المنطقة قديمة الاستيطان. كما تُعد بئر أم القرون بئرا قديمة تقع على الطرف الشمالي من وادي مر الظهران، الباقي أثرها إلى يومنا هذا، كان بها ماء غزير وعذب، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى وجود عمودين فوقها متقابلين يشبهان القرنين مبنيين من الحجر والنورة، وكان بينهما عمود من الخشب به معلاق الدلو يستخرجون به الماء من هذه البئر. وقد اشتهرت هذه البئر القديمة بسبب نزول الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عليها (1344هـ) قبل فتح جدة، ونصب مخيمه الشهير بجوارها، وسمي هذا المخيم بمخيم «بحرة».