يعتبر السلاح النووي اليوم من الأدوات الرئيسية التي تضمن أمن الدول وتحميها من الاعتداءات الخارجية، وقد يشكّل الحصول على القدرة النووية ضمانة للأمن القومي، حيث يردع أي نوايا عدائية، ويخلق نوعاً من التوازن ويعزز من الاستقرار في المنطقة، وفي ظل عالم يشهد تطورات كبيرة بشأن التسلُّح من جهة والتهديدات الأمنية من جهة أخرى، نجد أن المملكة العربية السعودية في حاجة ماسة لامتلاك سلاح نووي كحق مشروع للحفاظ على أمنها ووجودها، فمع تصاعد التهديدات، ينبغي أن يكون قرار السعودية نحو النووية استجابة لما يجري حولها.
يمثل السلاح النووي أحد أهم العناصر في استراتيجيات الأمن القومي، حيث يمكنه أن يغير ميزان القوى في المنطقة، فالقدرات النووية تتيح للدول القدرة على ردع الأعداء وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية على المدى الطويل، ولا شك أن هذا يعزز من استقرار الدول التي تمتلكها، إذ إن وجود قوات نووية يؤدي إلى تفكير أعدائها مرتين قبل اتخاذ أي خطوات عدائية.
تسعى إيران جاهدة لتطوير برنامجها النووي، ويبدو أنها تقترب من تحقيق هذا الهدف، من جهة أخرى، فإن السعودية، وعلى الرغم من عدم امتلاكها للسلاح النووي حتى الآن، لكن من حقها مناقشته، فالتحولات في السياسة النووية في المنطقة محل قلق.
يعتبر التوازن النووي في منطقة الشرق الأوسط أمراً ضرورياً لوقف سباق التسلح، فإذا استمرت بعض الدول في تطوير برامجها النووية دون مراقبة، فإن ذلك سيؤدي إلى انعدام الأمن وزيادة التوترات، لذلك يجب أن يكون هناك استجابة جماعية لضمان عدم تفوق أي دولة على الأخرى في المجال النووي، ولا شك أن تحقيق التوازن يمكن أن يساعد في منع الحرب ويعزز الاستقرار.
تملك المملكة العربية السعودية حقاً مشروعاً في تطوير سلاح نووي، وذلك من منطلق حقوق السيادة والأمن القومي، ولا يمكن حرمانها من هذا الحق في زمن تشهد فيه دول أخرى تطويراً نووياً دون قيود، ومن هنا وجب الاعتراف بحق السعودية في البحث والتطوير النووي ليكون لها دور فاعل في المشهد العالمي، فالمنافسة في المجال النووي أصبحت واقعاً.
عندما تمتلك دول منطقة الشرق الأوسط أسلحة نووية، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى استقرار أكبر في بعض الأحيان، فالسلاح النووي قد يكون عاملاً للردع، مما يدفع الدول إلى التفكير عدة مرات قبل اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلى حدوث صراع، يجب أن يكون لكل دولة الحق في تعزيز أمنها القومي، في الوقت ذاته، يتطلب الأمر إدارة حكيمة للمخاطر المحتملة التي تأتي مع القدرات النووية.
في النهاية، يعد الاتجاه نحو السلاح النووي حقاً مشروعا للسعودية يتطلب النظر في المستقبل بوضوح، فتعزيز القدرات النووية سيشكل جدار حماية أمام أي تهديدات، ويجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة، وهذا قد يكون محور النقاشات المستقبلية لتعزيز الأمان والوجود السعودي في العالم المتغير.