ما زالت ذكرى اليوم الوطني للمملكة تلهم أبناءها بالعطاء، وتحفزهم على الإصرار والتفوق، وكيف لا؛ وصانع هذا اليوم المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - هو المعلم الأول للعطاء والإصرار والتفوق.
هكذا نتعلم من التاريخ أن من يبني الأوطان هم نجباؤها، الذين تعلموا وأبدعوا وبذلوا الجهد في بناء العقول، ومن أصروا وكافحوا من أجل إعلاء راية الوطن خفاقة بين الأمم.
هذا هو الفخر الذي شعرت به وأنا أتابع الإعلان عن الدفعة الثالثة من برنامج «نوابغ المستقبل»، الذي أطلقته شركة «دله البركة»، ومؤسسة صالح عبدالله كامل الإنسانية، قبل ثلاث سنوات، وبالتحديد في العام 2021، وكان أيضاً بالتزامن مع فعاليات اليوم الوطني السعودي، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تمكين الشباب السعودي، عبر توفير فرص تعليمية مرموقة في أرقى الجامعات العالمية، بهدف تجهيز قادة المستقبل والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030.
والحقيقة أن مشاعر الفخر هذه كان لها مبرران في نفسي؛ الأول أن تلك الخطوة الرائدة صادرة من القطاعين الخاص والأهلي، وهو ما يحمل دلالة كبيرة على مستوى الوعي الوطني الذي يتمتع به مسؤولو شركة دله البركة ومؤسسة صالح عبدالله كامل الإنسانية، بأهمية التعليم وتمكين الموهوبين والنابغين، وإتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب ليحققوا إنجازا علميا مرموقا، من خلال الالتحاق بأرقى الجامعات العالمية.
أما المبرر الثاني فهو إصرار هؤلاء الشباب والشابات على التفوق والتزود بالعلم في أي مكان في العالم، خاصة وقد أنهوا مرحلة البكالوريوس في مختلف التخصصات، إلا أنهم يرغبون في متابعة دراساتهم العليا وأبحاثهم في أرقى الجامعات العالمية وفي أحدث التخصصات المطلوبة، ليسهموا في نهضة وطنهم وتطوره، بما يتوافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد أهم برامج رؤية السعودية 2030.
أما أكثر ما يدعو للإعجاب بهؤلاء النابغين، هو اختيارهم لتخصصات تنتمي للمستقبل، أكثر من تغلغلها في الحاضر، وهو ما يؤكد بعد رؤيتهم وثقافتهم ووعيهم بما يفيد وطنهم ومجتمعهم ومستقبلهم.
فلا شك أن تلك المبادرة الرائدة «نوابغ المستقبل»، هي التي فتحت الطريق أمام هؤلاء الشباب والشابات لاختيار تلك التخصصات التي تلبي احتياجات المملكة في المرحلة المقبلة، حيث أشار القائمون على المبادرة إلى أن اختياراتهم جاءت وفقاً لدراسات تحليلية تم على ضوئها تحديد التخصصات المطلوبة؛ مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، والطاقة المتجددة، وغيرها، بما يساهم في تطوير الكوادر الوطنية وفقًا لأعلى المعايير الأكاديمية، ليكونوا ثروة مضافة إلى الثروات الأخرى التي حبا الله بها مملكة الخير، لتبقى دائما قائدة ورائدة، كما يتمنى لها أهلها وأحبابها، وكما يخطط لها قادتها، ويسيرون بها نحو الهدف.