كشف مصدر مصري مسؤول عن الملف الفلسطيني لـ«عكاظ» زيارة وفد إسرائيلي بشكل سري ولعدة ساعات، برئاسة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، ورئيس الموساد رافيد برنياع، القاهرة اليوم (الخميس)، موضحاً أن الوفد التقى خلال الزيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وعددا من المسؤولين في محاولة لاستئناف المفاوضات الخاصة بين حماس وإسرائيل.
وأفصح المصدر عن طرح القاهرة على الوفد الإسرائيلي مبادرة من مرحلتين وليست ثلاثا، مبيناً أن المبادرة تتلخص في مرحلتها الأولى في تبادل الأسرى دون شروط، أما الثانية فإنها تؤكد على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وفقاً لمؤتمر باريس، وتذليل كافة العقبات ما بين حماس وإسرائيل.
وقال المصدر إن الطرح المصري سيتم عرضه اليوم على مجلس الحرب الإسرائيلي، على أن يتم الرد على القاهرة خلال 24 ساعة، مؤكداً أن القاهرة حذرت «الوفد الإسرائيلي» من أي إقدام على اجتياح منطقة رفح الفلسطينية، نظراً إلى آثاره الإنسانية الخطرة على حياة نحو 1.5 مليون مواطن.
ولفت المصدر إلى أن تلك التطورات تأتي في إطار المرونة التي أبدتها حركة حماس خلال الساعات الماضية، والتي من بينها هدنة طويلة المدى بين الجانبين، وإلقاء حماس سلاحها، مقابل إقامة الدولة الفلسطينية.
وتعليقاً على ذلك، يرى وزير الخارجية المصري السابق رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد العرابي أن إسرائيل ليست جادة في إنهاء الحرب على قطاع غزة وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن تصريحات حركة حماس بإلقاء السلاح والتحول إلى العمل السياسي حال إقامة الدولة الفلسطينية هي تصريحات ليست الأولى من نوعها بل سبقتها تصريحات عدة، وهناك اختلافات كثيرة داخل الحركة وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى على مثل هذه الأطروحات، وهو ما يشير إلى استمرار الأزمة الفلسطينية سواء ما بين الفصائل أو ما بين الفصائل ودولة الاحتلال.
وأشار العرابي في حديثه لـ«عكاظ» إلى أن إسرائيل غير جادة في ما يهم الشأن الفلسطيني، بل وماضية في غطرستها السياسية والعسكرية، لافتاً إلى أن هدف إسرائيل هو إقامة الدولة اليهودية على حساب الشعب الفلسطيني، فالعقيدة الإسرائيلية ترى لا وجود لدولة فلسطينية أو إقامة دولتين، فهم يعتقدون أنهم أصحاب الأرض.
وشدد وزير الخارجية المصري السابق على ضرورة إقامة دولة فلسطينية بحدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كونه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.