أجلس في مكتبي أباشر أعمالي.. أشعر بشيء من الفتور، أو أعاني من بعض الضغوط الطبيعية المعتادة، ولكنني أستعين بربي وأعتزل مع أعمالي وأقرر إكمالها..
وهنا يخطر في بالي أن أستمع إلى بعض الأغاني الوطنية القديمة والحديثة بما فيها من قوة وفخر وحماس وعاطفة؛ فهي بمثابة طاقة تمدني بالنشاط والحيوية إلى جانب فنجان قهوتي المفضلة.
فمنذ بدايتها عام ١٩٤٦ في عهد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، عندما تغنى الموسيقار محمد عبدالوهاب بأغنية (يا رفيع التاج)، والأغنية الوطنية تقطع أشواطاً أسهمت في بروز الحركة الفنية.
وجاءت أغنيات (بلادي منار الهدى)، و(وطني الحبيب)، و(أجل.. نحن الحجاز ونحن نجد)، وحتى الرياضية منها مثل (الله الله يا منتخبنا)، وغيرها الكثير لترسخ في ذاكرتنا مشاعر حب وانتماء وولاء لوطننا الغالي مستعيدين فيها مناسبات مليئة بالعزة والأمجاد.
أعشق الاستماع إلى الأغاني الوطنية؛ لأنني أشعر أنها تخاطبني.. تخاطب وجدان كل مواطن، فنحن قطعة من الوطن والوطن يعيش في قلوبنا.
أسمع (فوق هام السحب)، فأحس وكأنني فوق السحب حقيقة، حين مكّنني وطنني كامرأة للعمل في ميادين الحياة، وأعطاني وغيري من النساء الثقة والدعم والمساواة، فأبتهج وأشكر الله عز وجل، ثم أمتن لقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، وأردد لا شعورياً كلمات أغنية (عاش سلمان)، و(أنت ملك) و(عاشقينك)..
أسمع (يا دار لا هنت ولا هان راعيك)، فأتذكر أنني أعيش في وطن شامخ عزيز لا يقبل الذل ولا الخضوع، فيزداد لدي شعور الكبرياء والأنفة وشيء من الغرور المباح.
ولأجل ما وجدته من أثر للأغاني الوطنية على نفوس الشعب الكريم، ولما تحمله كلماتها من قيم ومعانٍ نبيلة تعزز حبنا للوطن وتُجسّد مشاعرنا تجاهه، لذا انبثقت فكرة إقامة (دي جي السعودية) ضمن احتفالات الوطن باليوم الوطني الرابع والتسعين ليتاح للسعوديين وكل محبي السعودية التعبير عن فرحتهم، والاستمتاع بأجواء الطرب بصبغة وطنية.
ونحن في جمعية طويق للمعارض والمؤتمرات وضعنا عبارة ولي العهد نبراساً أمامنا لمواجهة التحديات وتهوين الصعاب حين نستحضر مقولته إن همة السعوديين مثل قمة طويق.
أما أنا فكلما شعرت بشيء من التعب أو عند الحاجة إلى مزيد من التشجيع للاستمرار في تنظيم الفعاليات التي تخدم الوطن والمواطن، فإنني أهرع إلى أغنية أبو بكر سالم (يا بلادي.. واصلي) فكأنني أسمعها (يا سعاد.. واصلي) فأنا بنت الوطن وإليه أعود.